غزة بين ثنايا الوحي

|

من أدام النظر للواقع من نافذة القرآن واعتاده، سيدرك حتماً أن هذا المشهد آتٍ لا محالة؛ فهؤلاء لا بدّ لهم من علو وصفه رب العزة سبحانه بالكبير. وكيف يعلو قتلة الأنبياء؟

ومن اعتاد النظر للواقع من نافذة السنة يعلم أن لا بدّ للمسلمين من ابتلاء وتمحيص، وأن الأمم ستتداعى عليهم من كل حدب وصوب مع أقلّ فرصة.

لكن لأخبركم .. هناك بشارتان؛ الأولى تحمل عزة، والثانية تحمل بشرى.

أما العزة، فهي الإثخان فيهم وابتدارهم قبل أن يحملوا على أطفال ونساء وشيوخ، وأنهم كما أخبرنا القرآن لا يصمدون أمام رجال مؤمنين مهما قلت إمكانات رجالنا من عدة وعتاد !!

وأما البشرى، فلا يستطيع رؤيتها إلا من رآها بعين الوحي، فما يحدث بأمر الله ليس إلا اصطفاء وصقل لثلة من المؤمنين يكونون حاضنة للخلافة الراشدة وبعثا للأمة من هلكتها وتشرذمها.

من لقى ربه منهم لا يشرك به شيئا نحسبه شهيدا مرابطا في سبيل الله، فليبشر بإذن ربنا بجنات خلد له فيها نعيم مقيم مع أول غمسة فيها يقسم أنه لم ير بؤس قط. وأما من كتب الله له أن يكمل جهاده في الحياة، فليعلم أنه كالذهب الذي لابد أن تمسه النار حتى يُنقى من شوائبه بل أغلى، وأن الله عزّ وجلّ لا ينسى ولا يغفل عن أي آه أو وخزة إبرة فضلا عمّن يلاقي من كل هذا العناء في سبيله.

أنتم الرجال صغيرا وكبيرا، رجلا أو امرأة، في زمن المسوخ إلا من رحم الله. وأنتم شرف الأمة وحملة مشعل النور رغم كل هذا العناء. أنتم من ستخرجون الأمة بإذن ربها من ظلمات الخور والدعة والتبعية، ثم يوم القيامة هناك مشهدان لابد من رؤيتها بعين اليقين .. مشهد الملائكة تدخل عليكم الجنة من كل باب بإذن ربنا تقول سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، ثم مشهدكم أنتم في الجنة على الأرائك تنظرون ومن الكفار تضحكون. فأي نعيم بعد ذلك !!

خُذلتم ؟؟

نعم، خذلتم؛ ولكن أليس ذلك ما أخبركم به حبيبكم المصطفى وأخبركم أنه لن يضركم بإذن ربكم وما الدنيا بأسرها يوم القيامة إلا كيوم أو بعض يوم !!

لا تعلقوا قلوبكم وآمالكم إلا برب حي قيوم واحد أحد، هو حسبكم ونعم الوكيل.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة