شباب الأمة إلى أين؟

|

شباب الأمة

مما ابتلينا به في زمننا اليوم، انتشار الغناء وبكثرة، انتشار رافقه تمجيد وتقديس للمغنيين والمغنيات رواد الرذيلة بين أوساط شباب الأمة.

لقد حاولوا طويلًا زرع حب هذه المحرمات في قلوب شباب الأمة وها هم قد نجحوا!


فترى في المركبات وفي الأسواق والمطاعم والأعراس الأغاني تصدح وكأنها أصبحت إدمانًا لهم والعياذ بالله، وحين تطلب منهم استبدالها بالأناشيد المباحة أو الشعر الفصيح الذي يُنمّي لغتهم، لا يكن جوابهم إلا “هل نحن في عزاء لنستمع لهذا” ؟!

ربطوا المباحات -الخالية من الإيقاعات- بالأحزان، وربطوا الأغاني وفحشها بالسعادة، وهذا لا يكون إلا لامتلاء قلوبهم بها، ولو أنهم استبدلوها بما هو خير لهم لصلُح حال كثير منهم.

ها نحن نرى انتشار الفواحش والرذائل بكثرة في مجتمعاتنا وبين شباب الأمة الجريحة، ومصائب يشيب لها الرأس ويندى لها الجبين، ولا شك أن الموسيقى والغناء من موجبات الفواحش والرذائل وكل فساد.

خدعوا شبابنا بألفاظ معسولة وحب وغرام مزعوم وكلام بذيء وقلة أدب ومجاهرة بالمعصية بلا حياء، ووجهوا تفكيرهم لهذه الأفكار المنحطة، فأشغلوهم عن هدفهم الحقيقي وهو إعلاء كلمة لا إله إلا الله ونصرة دينه ومحاربة الفسدة الفجرة في زمن تداعي الأمم على أمة الإسلام.

أشغلوهم عن أمور أُمتهم ونصرة إخوانهم المستضعفين وهم يرون ما تعانيه الأمة ولا يتحرك فيهم ساكن.

قد كبلتهم الذنوب والأهواء ومزامير الشيطان.
فوالله لن يُغير الله ما بنا إلا إذا غيرنا أنفسنا وعُدنا لكتاب ربنا العظيم وسنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
فتوبوا إلى الله من معازف الحرام، وطهروا أسماعكم، يبارك الله لكم ويمن عليكم بالفتوحات في كل ميادين الحياة.

الأدلة على تحريم سماع الأغاني والموسيقى

١ – قال النبي ﷺ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

قال الألباني في تخريجه للحديث: علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، وصححه من العلماء: شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم، ورد على ابن حزم في تضعيفه للحديث.

والحديث كما هو واضح فيه من الوعيد ما فيه على هؤلاء الذين يفعلون هذه الأمور ومن بينها الاسترسال في سماع الموسيقى وآلات المعازف.

٢ – قال النبي ﷺ: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة». قال الألباني:أخرجه البزار (١/ ٣٧٧/‏٧٩٥ – كشف الأستار)، وساق بقية تخريجه وصححه.

والحديث واضح الدلالة في تحريم صوت المزمار، فكيف إذا كان عند نعمة؟فإنه ملعون.

٣ – قال النبي ﷺ: «يكون في أمتي: قذف، ومسخ، وخسف، قيل يا رسول الله، ومتى ذاك؟قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القينات، وشربت الخمور». رواه الترمذي: ٢٢١٢، وصححه الألباني في الصحيحة: ١٦٠٤.

وفي الحديث من الوعيد ما فيه إذا ظهرت في الأمة هذه الأمور.

٤ – قال النبي ﷺ: «كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ» رواه مسلم: ٤٨٠٢.

وما لا شك فيه أن صوت المغنية يكون وقعه على القلب كبيرا.

روى البيهقي في شعب الإيمان وصية يزيد بن الوليد لبني أمية وهو يحذرهم من الغناء وشروره: “يا بني أمية، إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء، ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لا بد فاعلين، فجنبوه النساء إن الغناء داعية الزنا”.

واللافت في أمر الغناء أنه لا يقتصر على مجرد الألحان الموسيقية المحرمة، ولا أصوات المغنيات الفاجرات، بل يتعدى ذلك ليصرح أحيانا بالكفر الصراح في بعض كلمات الأغاني.

ألم تسمعوا قول الله تعالى:

 {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة