{فَأَصَّدَّقَ}

|

{فَأَصَّدَّقَ}

رمضان شهر الخير والكرم والبركات، شهر العتق من النار. بائسٌ مَن خرج مِن رمضان دون أن يغتنمه، بائسٌ من تركه يمضي بلا أن يكون سبّاقًا للخير مؤدّيًا لما فرضه الله عليه بأحسن وجه ومتنفِّلًا بما يحبُّه الله منه.

إنّ مِن حُسن اغتنام رمضان التوبة من المعاصي وتأدية الحقوق لأهلها، من حُسنِ اغتنامه إنفاذ أمر الله والتسليم له.

فيا من تؤخّر دفع زكاة مالك، تُب إلى الله من فعلك، واسأله أن يعفو عن تقصيرك؛ فزكاة المال رُكنٌ من أركان الإسلام وحقٌّ لعبادِ الله. عُد إلى الله، سلِّم لأمره، وتخفًف من حملك.

أما ترى أنّ تقصيرك في دفعها قد نزع البركة من مالك وأغمّك! أو أنّه قد بورك بمالك ولكن طُبِعَ على قلبك! أما ترى أنّ تقصيرك قد منع عبادًا لله من حقّهم! أما ترى أنّ إحدى أمانيّ الموتى أن يعودوا للدنيا فيصّدَّقوا!

يقول ربّنا جلّ في عُلاه:

﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠].

عن الطبري في تفسير الآية: قال: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي سنان، عن رجل، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: ما يمنع أحدكم إذا كان له مال يجب عليه فيه الزكاة أن يزكي، وإذا أطاق الحجّ أن يحجّ من قبل أن يأتيه الموت، فيسأل ربه الكرّة فلا يُعطاها.

وعن ابن عباس في ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾: أؤدي زكاة مالي.

فما يحبسك أن تؤدي زكاة مالك بعد؟ أحبٌّ للدنيا ومتاعها؟ أما رأيت أن متاع الدنيا زائل؟ أما سمعت أن أغنى أغنياء غزة قد مُحِقَ ماله كله في الأحداث الأخيرة؟ أيبقى المال؟ أو تبقى النفس؟

أقبل يا باغي الخير، وتُب إلى الله، واسأله العفو والثبات والبركة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:

“إذا كانت أول ليلة من رمضان، نادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.

رواه بن ماجه (١٦٤٢)، والحاكم (١٥٣٢).

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة