أي أخيّة؛ فرْضٌ عليَّ أن أحب لك كما أحب لنفسي، فأنا أرجو أن أكون كهاجر في يقينها بربها واستسلامها لأمره دون جدال واعتراض، وأحب والله لك هذا أخيتي، فهاك قصتها مع أبينا المسلم الحنيف، إبراهيم عليه السلام:
لما ترك النبي إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر رضي الله عنها بوادٍ غير ذي زرع، سألته: آلله أمرك بهذا؟
قال: نعم.
قالت: إذن لن يضيعنا الله.
على رسلك؛ قفي هنا “إذن لن يضيعنا الله”، تأمليها ثالثاً “إذن لن يضيعنا الله”.
ليت قلوبنا كقلبك يا هاجر، واثقة بأن أحكام مولاها لصالحها، مطمئنة بكل ما يأمر وينهى خالقها، ولو كان الأمر الإلهي يترتب على وجودها بمكان قفر!
فمتى يا أخواتي سنتَّبعُ سبيل هاجر والمؤمنين، فنسمع أوامر الله ونستجيب {سمعنا وأطعنا} دون عناد ولف ودوان،
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
هذا هو الإسلام؛ الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، فيا مسلمة متى تستلمي لحكم الله في الحجاب الشرعي، فتتزيني فقط في بيتك حيث المكان الآمن من النظرات الخبيثة والخطرات المشينة صوبك؟
متى تكرمين نفسك الحرة العزيزة وتحجبين مفاتنك عن كل عابر في الطريق صالحاً كان أو طالحاً؟
أنتِ درة وجوهرة ولؤلؤة وياقوت ومرجان، ومن رامك زوجة يتوجب عليه الكثير حتى يحظى بك، فلم تزهدين بنفسك؟ ولم تعذبينها؟ أوَ تقدرين يا مسكينة على حمل إثم إغواء هذا وذاك؟ من سيعينك على هذه الأثقال يوم القيامة؟
الشيطان الذي أمرك بالسوء وعصيان الله سيقول:
{إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين}.
صديقتك التي أعانتك، وباللباس الفضفاض استهزأت قائلة: “لباس العجائز”، سوف تعضين على يديك لأنك اتخذتها خليلةً لك، يومئذٍ يا أخية؛ تتمنين لو أن لك عودة إلى الدنيا فتتبرئين من الذين أضلوكِ وزينوا لكِ الآثام، وتعملين الصالحات التي تركتها، يومئذٍ يوم الغبن الحقيقي على ما فرطنا يا قارئة كلماتي.
فتعالينَ نفعل ما يريد منا ربنا، نعقد العزم على اتخاذ خطوات للباسنا تقربنا منه ونتوكل على الله، كل واحدة منا تعلم الجانب المقصرة به في لباسها، فدعونا نصلحه قبل أن نوارى في التراب، تعست من نسيت الموت وما درت أنه إليها بالمرصاد.
اللهم اهدنا وارزقنا اللباس الساتر يا رب.
فمتى يا أخواتي سنتَّبعُ سبيل هاجر والمؤمنين، فنسمع أوامر الله ونستجيب {سمعنا وأطعنا} دون عناد ولف ودوان