حكايات نسويات تائبات

|

بسم الله، أنا فتاة كبرى لأبوين ملتزمَين، كان أبي يسافر دائمًا لإحدى الدول العربية، وتربينا على يد أمي أنا وإخوتي وأخوالي، لسوء علاقة أمي مع أعمامي وأهل أبي، رغم أن أمي كانت ملتزمة إلا أنها لم تفكر يوما أن تجبرنا على شيء،

تحجبت في وقت متأخر، لم أكن ملتزمة أبدًا، صادقت من أريد كما أريد، أصررت على التفوق إلى أن التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، انبهرت بالكلية وبالطبقات التي رأيتها داخلها.

صرت ناقمة على حياتي وحياة أخواتي، لكني لم أُؤَثر بشكل فعلي إلا على أختي الصغرى. أما الوسطى فكانت بسيطة كأمي دخلت كلية التجارة وتزوجت فور تخرجها. 

كنت أرفض العرسان لأتفه الأسباب، التحقت فور تخرجي بالعمل بأحد البنوك الأجنبية بوصاية من أحد أعمامي لما علم بطموحي و شهادتي القيمة.

كان أبي رجلًا ملتحيًا يأتينا كل عام مرة لمدة شهرين لا يعلم عنا إلا القشور، فخور بابنته الكبرى ولكنه لم يعترض طريقي يومًا بشكل جدي،

كنت متعجرفة مغرورة بشكلي ومركزي، و تقدم لي من أبناء عمومتي الكثير، وكذلك من أبناء أخوالي، ولكني رفضتهم جميعا لسبب واحد؛ ليس فيهم من هو في نفس مركزي ولا من يتقاضى نفس مرتبي.

رفضت معيدًا عندنا في الكلية لنفس السبب، فقد كان طموحي السيارة والشقة الفاخرة إن لم تكن فيلا في مدينة جديدة، لما تقدم هذا المعيد أذكر فرحته عندما رأى أهلي وبساطة معيشتنا، فشعرت أنه سيحولني إلى جارية كما كنت أسمع منهن لعنهن الله(صديقاتي).

وافقت على الخطبة وأرهقته بالطلبات والشروط فوجدته من نفسه طلب فسخ الخطبة التي لم تتم بعد، كان يظنني سأبدأ حياتي معه من الصفر، ولكنني كنت أريد البدأ من حيث انتهى الناس.

أحدثك الآن وهذا المعيد تزوج زميلة لنا في الكلية، وافتتحا الاثنان شركة استثمارية وعندهم ثلاثة أطفال، وسيارة ومنزل في التجمع الخامس والمعيد معه ماجيستير ويحضر الدكتوراه، وجاءت له فرصة السفر للخارج للعمل بأحد القنصليات، ولكنه رفض لأنه يحب زوجته وأطفاله وراضٍ بعمله في شركته داخل بلده.

أنا الآن أبلغ من العمر ٤١ عامًا، نعم شكلي لايبدو عليه إلا ٣٠ ولكني لازلت جميلة و أنيقة، ولكن بمفردي أنا وأختي صاحبة ال٣٥ عامًا، أما أختنا الوسطى فعندها ثلاثة أولاد هم أجمل مافي هذه الدنيا.

أدركت أنني كبرت بعدما تقدم لي أحد الزملاء منذ عامين للزواج مني وصراحة أحببته ووجدت فيه كل الصفات التي أحلم بها ورفضت من أجلها ٢٧ شابًا، السيارة والشقة الفاخرة في أحد الكمبوندات الفاخرة، واجهة اجتماعية، ولكنه كان أرملًا عنده من الاولاد أربعة، وكان شرطه الوحيد عدم الإنجاب، تخيلوا، بعد كل هذه السنين وعندما تأتيني الفرصة التي أحلم بها، تكون الضريبة هي ألا أكون أمًا.

طبعا أبي رفض وبشدة وأمي كذلك، وأنا أفقت في هذه اللحظة على أن ماصنعته من سيارة ورصيد بالبنك ومركز اجتماعي لم يعد له أي نفع، أنا الآن حققت ما أحلم به من ماديات  ولكن كل حلمي الآن أن أكون أمًا، أشعر أنني أنثى لي سند، وونس.

أحدثكم لتتدارك أختي نفسها وحياتها، قبل فوات الأوان مثلي، أريدها أن تتزوج وتنجب ولا تحملني ذنبها هي الأخرى، يكفي ذنب نفسي وظلمي لنفسي، مات أبي قريبًا ومرضت أمي بسرطان الثدي واضطررنا لإجراء الجراحة لأن حالتها كانت متأخرة، وحاليا تأتي أختي الوسطى لتعتني بها يوميًا، وذلك بسبب انشغالنا أنا وأختي الصغرى في العمل وعدم قدرتنا على التواجد في البيت إلا قليلًا.

الآن انقطع الطمث عني بسبب خلل هرموني وراثي وفقدت القدرة على الإنجاب للأسف، أصبت بورم في الثدي والحمد لله كان حميدًا وتم علاجه بسلام، لم أخبر أهلي أبدًا وإلى الآن أمثل عليهم أنني لازالت أحيض لأنني أضعف من أن أعلمهم بأنني لم أعد لي نفع ولا قيمة كأنثى.

تقدم لأختي رئيسها في العمل وهو رجل متزوج، نصحتها بالموافقة وأنا من أنا، رفضت وقاطعتني ظنا منها أنني أريد القضاء على مستقبلها وحياتها.

نصيحتي فقط لمن يبحثن عن إثبات الذات والشقة والسيارة والوظيفة المرموقة، تزوجن أولًا، أنجبن أولًا، مارسن طبيعتكن أولًا، وعندما تجدين التقصير من زوجك فقط، عندها فقط اخرجي للعمل وإياك والنسويات اللائي يطالبن بالمساواة وتحرير المرأة فأولئك لا يطالبن إلا بطمس حقيقة المرأة والقضاء على طبيعتها كأنثى،

أرجوكم اوصلوا رسالتي لعل الله يهدي بها امرأة واحدة، لعل أختي تقرأها …..

– منقول

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة