لا تنازعيه في القيادة

|

لا تنازعيه في القيادة

معلوم أن الأبناء يقضون معظم أوقاتهم بصحبة أمهاتهم مقارنة بالوقت الذي يجمعهم بآباءهم، ومن هنا تنشأ علاقة أشدُّ قربًا وألفةً وارتياحيّةً، وأقلّ كلفةً وخجلًا وحدودًا بين الأبناء وأمهاتهم.

العاقلة الأمينة هي من لا تستغل تلك العلاقة بنزع القيادة من زوجها، بل تربط الأبناء طوال الوقت بأبيهم، وتجعلهم يرجعون إليه في صغير الأمر وكبيره؛ إما بأن يطلبوا منه مباشرة أو بكونها وسيط بين الأب والأبناء.
فتعلمهم دائمًا أن القرارات النهائية في البيت للأب، أو بموافقته على الأقل، وأنهم لا ينبغي أن يتصرفوا بدون إذنه أو ضد رغبته؛ فحين يستأذن منها أحد الأبناء مثلًا لأمر ما في وجود الأب، تعلِّمه أنه لا يصحّ أن يستأذن منها وأبوه موجود، ودائمًا تذكّرهم بهذا، أن ارجع لأبيك واستشر أبيك واطلب منه وهكذا.

لا تعارض الزوجة زوجها، وتخطئه أمام الأبناء إلا لو عصى الله عز وجل أمامهم، ولا تخفي أمور البيت أو الأبناء عنه، ولا توحي للأبناء أن بيننا أسرار لا يعلمها أبيكم، أو أنهم يخططون من خلف ظهره.

أمور كثيرة قد تبدو بسيطة وعادية، ولكنها مع الوقت والتكرار تنبت في نفوس الأبناء عدم التوقير والاحترام والاهتمام بالأب، وتشعرهم بإمكانية الاستغناء عنه؛ وهذا مما يهدد صلاح البيت وسكينته، وحينها تكون الأم هي أول من يدفع فاتورة تلك الأفعال.
بالإضافة إلى أن تربية الأبناء في جوٍّ يشعرهم أن القيادة والسيطرة للأم؛ سيؤدي إلى خلل في إدراكهم وفهم سقيمٍ معتلٍّ لدور الرجل والمرأة، مما يفسد بيوتًا وأجيالًا أخر.

وكما أن المرأة لا يجب عليها أن تتعدى على دور الرجل في المغنم، كذلك من فقهها وفطنتها ألا تأخذ دوره في المغرم؛ فلا تنفق على البيت إن كانت صاحبة مال مثلًا، إن وجدت منه تقصيرًا متعمد، مثل عدم سعي للعمل والكسب وتفضيل الراحة والدعة على السعي لسد حاجات البيت. لا تصدر نفسها لاتخاذ القرارات في البيت وحل المشكلات وإيجاد البدائل لكل خلل ونقص. لا تسابق للخروج على حاجات البيت، ولا تواجه الرجال لأجل أمر من أمور البيت والأبناء.
كل هذا في حالة أن الزوج يمكنه سد تلك الأمور حتى ولو ببعض الضغط، ولكنه يؤخر نفسه طلبًا للراحة؛ أما إن كانت الظروف تجبره على ذلك فلا غضاضة أبدًا، بل الواجب على الأصيلة الكريمة أن تنفق مالها ووقتها لصيانة البيت والقيام على شؤونه، وكل شيءٍ بقدره وما يناسبه.

الذكي الفطن؛ هو من يسعى دائمًا لإصلاح شريكه، والسمو به في درجات الفضائل والمعالي، ليس من يستسلم لواقع سلبياته وعيوبه. من يسعى جاهدًا لإقامة بيت يرضى عنه ربه ويسعد به نبيه. وكل ذلك لا يتعدى فيه حدود الله، ويتعامل بالفضل والإحسان.

البيت الذي قوامه رجل تقيّ سبّاق مقدام قوّام بحق، وامرأة تقيّة هيّنة ليّنة فطنة طيّعة، وبعد توفيق الله عز وجل لهما؛ يكُن جنة في الدنيا بإذن الله تعالى.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة