التربية علمٌ وعمل، والعلم بالتعلم كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما العلم بالتعلم”.
وأنت باعتبارك مربٍّ صاحب رسالة؛ يجب عليكَ أن تلتفت التفاتة صادقة نحو إصلاح جيل وأمّة بتربيتك الصحيحة لأبنائك. الأمة تستحق أن تُنشئ لها جيلاً يُعيد لها عزّها ويرجع لها مجدها، حيث يحمل مِشْعلها بقوة وعزم وصبر وتضحية وتفان؛ ولا يكون ذاك إلا بحسن الرعاية للجيل.
وهذه بعض الإضاءات التربوية التي قد يغفل عنها البعض في مسيرتهم العظيمة هذه:
- 1- تحسين التواصل مع الأبناء وخوض أحاديث خاصة معهم، كتنظيم التواصل الاجتماعي، وجعلهم يطمئنوا بالحديث مع الوالدين؛ وذلك بالاقتراب منهم والصبر عليهم أثناء حديثهم.
- 2- الاعتناء بالفطرة لديهم والسعي لتثبيتها فيهم كتعزيز الأنوثة لدى الفتيات؛ بترغيبهنّ بالأعمال السوية التي تخصهنّ وتميزهنّ كنساء من تطريز وحياكة وطبخ وغيره، والأهم من ذلك الملبس الذي يجب أن يُعتنى به كونه من أهم المُدخلات عليهم، والحذر من المقدمات التي تتخذها الفتيات بأن يلبسن لباس يتشبه بالمشاهير أو يتشبه بالذكور .
- 3- تعزيز الرجولة داخل الأولاد كتعليمهم السباحة، أو ركوب الخيل، أو الرماية، أوالرياضات الأخرى التي تساعد على تعزيز الرجولة والخشونة والصبر لديهم، مع الاعتناء بالملابس التي تخصهم كذلك؛ لأنها من العوامل المهمة والمؤثرة أيضاً في جانب غرس الفِطر السليمة داخلهم.
- 4- لا شيء يهدم علينا ما نبنيه بقدر الأصحاب؛ لذا اختاروا لأبنائكم أصحابهم، وشجعوهم وأيدوهم على محبة أصحابهم والدقة في اختيار الأكفأ دينيّاً منهم، وجعل لهم مكانة عندكم في بيتكم وفي محور اهتماماتكم؛ حتى يشعروا بأنّ لهم أهمية.
- 5- غرس الإيمان بالله واليوم الآخر في نفوسهم، واستحضار الدار الآخرة في حياتهم.
- 6- تفعيل الرقابة الذاتيّة لديهم، ومراقبة الله لهم ولو كانوا وحدهم، وتعزيز مراقبتهم لأفعالهم حتى وإن لم تكونوا معهم باستحضار اطّلاع الله عليهم على الدوام. لا تخوفوهم من عذاب الله فقط، بل حببوهم بالله
ورددوا على أسماعهم أن الله يحبكم ولا يرضى أن يراكم على ذنب أو خطأ أو معصية. وأفضل التربية ما كان جمعاً بين الترغيب والترهيب فتارة هذا وتارة الآخر؛ ليعلموا أن المؤمن يسير الى الله بين الخوف والرجاء.