قال رسول الله ﷺ: “أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية”.
حمَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ الفَضائلَ، وحثَّتْ علَيها، وحارَبَت كلَّ صُوَرِ الفسادِ وأسبابِه، وما يُضِرُّ بالمجتمَعِ، ويؤدِّي إلى انحِلالِه.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ ﷺ:
“كلُّ عَينٍ زانيةٌ”، أي: إذا نظَرَت إلى امرَأةٍ لا تَحِلُّ له، وقيل: إنْ كان عن شَهوةٍ، “والمرأةُ إذا استَعطَرَت”، أي: وضَعَت الطِّيبَ علَيها ثمَّ خرَجَت مِن بيتِها، “فمرَّت بالمجلِسِ”، أي: الَّذي به رجالٌ، “فهي كذا وكذا، يَعني: زانيةٌ”، أي: مُتعرِّضةٌ للزِّنا مُتسبِّبةٌ فيه، حيثُ جعَلَت الرِّجالَ يُشْرِفون للنَّظرِ المحرَّمِ إليها، وهو زِنا النَّظرِ، ولَرُبَّما طُوِّر الأمرُ بعدَها للزِّنا الحقيقيِّ!
وقال المناوي في فيض القدير [٥ – ٢٧]:
«والمرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها، وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه. ويحصل لها إثمٌ؛ لأنها حملته على النظر إليها، وشوشت قلبه، فإذن هي سببُ زناه بالعين، فهي أيضًا زانية».
وقال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في هذا الأمر:
لا يجوز لها ذلك؛ أن تخرج بالطيب الذي تظهر رائحته، النبي ﷺ زجر عن هذا، ولو كان للصلاة.
إذا أرادت أن تخرج إذا أصابت طيبًا أو بخورًا حتى للصلاة لا تخرج إلا وهي تفلة، ليس لها رائحة؛ حتى لا يحصل بها فتنة لأهل الطريق، ولا لأهل العمل معها إذا كانت في عمل تمر على الرجال، أو تكلم الرجال في بعض حاجتها، أو ما أشبه ذلك.
أختي الغالية… هي ليست رشة عطر فحسب، بل هي نزع روحك من رحمة الله!
نعم.. لا تتهاونين، لا تحسبينها من ضمن الزينة التي قد تنزعينها وتخفينها؛ بل الأمر جلل! إن لم تفقهي حكم التعطر خارج المنزل..
من أجل ماذا أختاه؟!
من أجل أن يقال أن فلانة متعطرة بماركة كذا؟!
أو قوة العطر تصل لمدى بعيد؟!
أو لتفتني رجل عابر؟!
كم من الأخوات -غفر الله لهن- يحملن العطور ولا يخرجن إلا بالتعطر، والعلبة في الحقيبة؛ خشية أن يتبدد العطر، فيجددن الرشة! قد ترينها تفاصيل بسيطة، لكنها والله عظيمة! وكلّه يكتب عند كِرام كاتبين، فسارعي للتوبة.