قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ .
قال عمر: «الجبت السحر، والطاغوت الشيطان».
وقال جابر: «الطواغيت كهان كان ينْزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد».
وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» .
حكم السحر
السحر كفر؛ لأنه يكونُ عن طريق الاستعانة بالشياطين وعبادتها والتقرب إليها؛ وعن ابن جريج قال : “لا يجترئ على السحر إلا كافر” وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر، واستشهد له بالحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عبد الله قال:
(من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ)، وهذا إسناد صحيح، وله شواهد أخر”.
– كتاب شرح تفسير ابن كثير
وقال الذهبي: (إنَّ السَّاحِرَ لا بُدَّ أن يَكفُرَ؛ قال اللهُ تعالى: وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).
قال ابن باز رحمه الله: “والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن، واستعانة بالجن في إضرار الناس، والساحر: هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله، فتارة يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد، وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه، فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله، من أقوال وأعمال ونفث في العقد، كما قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق:4].وتارة بالتخييل، حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه، فيرى الحبل حية، ويرى العصا حية، ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك، فهو من جملة الكفرة”.
حكم إتيان السحَرَة والكهَنة والعرَّافين
روى مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ قال:(من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا).وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: (من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ).وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ).
حدُّ السحر
قال ابن باز رحمه الله:”والصحيح عند أهل العلم : أن الساحر يقتل بغير استتابة ؛ لعظم شره وفساده ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستتاب ، وأنهم كالكفرة الآخرين يستتابون ، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم : أنه لا يستتاب ؛ لأن شره عظيم ، ولأنه يخفي شره ، ويخفي كفره ، فقد يدعي أنه تائب وهو يكذب ، فيضر الناس ضرراً عظيماً ، فلهذا ذهب المحققون من أهل العلم إلى أن من عرف وثبت سحره يقتل ولو زعم أنه تائب ونادم ، فلا يصدق في قوله”.
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه كتب كتابا قبل موته بسنة ” أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ” قال الراوي: فقتلنا ثلاث سواحر في يوم”. رواه أحمد وأبو داود .قال ابن تيمية رحمه الله:”أكثرُ العلماءِ على أنَّ السَّاحرَ كافِرٌ يجبُ قَتلُه، وقد ثبت قتلُ السَّاحر عن عمرَ بنِ الخَطابِ، وعثمانَ بنِ عفَّان، وحَفصة بنتِ عمر، وعبد اللهِ بنِ عمَر، وجُندبِ بنِ عبدِ اللهِ”.