لا نرد على من يجيز ذلك إلا بدليل من القرآن والسنة وتهنئة النصارى بأعيادهم لا تجوز لأنها أعياد غير شرعية وشركية وإليكم الأدلة.
قالَ اللَّهُ تعالى: { تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ ٱلأَرضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا أنْ دَعَوْاْ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا}.
قَال ابنُ عبّاسٍ (رَضِيَ اللّهُ عنهما) : “فزعتِ السمواتُ والأرضُ والجبالُ وجميعُ الخلائقِ إلّا الثقلين, وكادت أن تزولَ منهُ لعظمة الله, وغضبتِ الملائكةُ واستعرتْ جهنمُ حينَ قالوا : اتخذَ اللهُ ولدًا” (تفسير البغوي).
وقَـالَ ٱبـنُ القَـيِّم (رَحِمَـهُ اللَّهُ ): “أنْ يَرتَكِبَ المُسـلِمُ جَمِيـعَ الكَبائِـر مُجتمعة أهونُ عِنـدَ اللَّهِ مِن أنْ يُهَنيءَ النَّصارىٰ بِعِيدِهِم” (أحكام أهل الذمة لابن القيم).
فقد أجمع الفقهاء على حرمة تهنئة النصارى بأعيادهم الخاصة بهم٬ ونقل الإجماع ابن القيم وغيره.
“ﻭَﺃَﻣَّﺎ اﻟﺘَّﻬْﻨِﺌَﺔُ ﺑِﺸَﻌَﺎﺋِﺮِ اﻟْﻜُﻔْﺮِ اﻟْﻤُﺨْﺘَﺼَّﺔِ ﺑِﻪِ ﻓَﺤَﺮَاﻡٌ ﺑِﺎﻻِﺗِّﻔَﺎﻕِ ﻣِﺜْﻞَ ﺃَﻥْ ﻳُﻬَﻨِّﺌَﻬُﻢْ ﺑِﺄَﻋْﻴَﺎﺩِﻫِﻢْ ﻭَﺻَﻮْﻣِﻬِﻢْ، ﻓَﻴَﻘُﻮﻝَ: ﻋِﻴﺪٌ ﻣُﺒَﺎﺭَﻙٌ ﻋَﻠَﻴْﻚَ، ﺃَﻭْ ﺗَﻬْﻨَﺄُ ﺑِﻬَﺬَا اﻟْﻌِﻴﺪِ، ﻭَﻧَﺤْﻮَﻩُ، ﻓَﻬَﺬَا ﺇِﻥْ ﺳَﻠِﻢَ ﻗَﺎﺋِﻠُﻪُ ﻣِﻦَ اﻟْﻜُﻔْﺮِ ﻓَﻬُﻮَ ﻣِﻦَ اﻟْﻤُﺤَﺮَّﻣَﺎﺕِ، ﻭَﻫُﻮَ ﺑِﻤَﻨْﺰِﻟَﺔِ ﺃَﻥْ ﻳُﻬَﻨِّﺌَﻪُ ﺑِﺴُﺠُﻮﺩِﻩِ ﻟِﻠﺼَّﻠِﻴﺐِ، ﺑَﻞْ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﻋْﻈَﻢُ ﺇِﺛْﻤًﺎ ﻋِﻨْﺪَ اﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺃَﺷَﺪُّ ﻣَﻘْﺘًﺎ ﻣِﻦَ اﻟﺘَّﻬْﻨِﺌَﺔِ ﺑِﺸُﺮْﺏِ اﻟْﺨَﻤْﺮِ ﻭَﻗَﺘْﻞِ اﻟﻨَّﻔْﺲِ ﻭَاﺭْﺗِﻜَﺎﺏِ اﻟْﻔَﺮْﺝِ اﻟْﺤَﺮَاﻡِ ﻭَﻧَﺤْﻮِﻩِ.
ﻭَﻛَﺜِﻴﺮٌ ﻣِﻤَّﻦْ ﻻَ ﻗَﺪْﺭَ ﻟِﻠﺪِّﻳﻦِ ﻋِﻨْﺪَﻩُ ﻳَﻘَﻊُ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ، ﻭَﻻَ ﻳَﺪْﺭِﻱ ﻗُﺒْﺢَ ﻣَﺎ ﻓَﻌَﻞَ، ﻓَﻤَﻦْ ﻫَﻨَّﺄَ ﻋَﺒْﺪًا ﺑِﻤَﻌْﺼِﻴَﺔٍ ﺃَﻭْ ﺑِﺪْﻋَﺔٍ ﺃَﻭْ ﻛُﻔْﺮٍ ﻓَﻘَﺪْ ﺗَﻌَﺮَّﺽَ ﻟِﻤَﻘْﺖِ اﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺳَﺨَﻄِﻪِ” (أحكام أهل الذمة لابن القيم).
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (رواه أبو داود (3512) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود)
وجوّد إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية وقال : “وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله{ومن يتولهم منكم فإنه منهم}” (من “اقتضاء الصراط” (ص 82- 83) ).
وقال شيخ الإسلام أيضا : ” فقد تبين لك أن من أصل دروس – ذهاب – دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن من أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم ولهذا عظم وقع البدع في الدين وإن لم يكن فيها تشبه بالكفار ، فكيف إذا جمعت الوصفين ؟! ” (اقتضاء الصراط (ص 116) ).
وقال ابن عثيمين رحمه الله : ” تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ؛ لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضا به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر ، أو يهنئ بها غيره ؛
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن من تشبه بقوم فهو منهم » رواه أبو داود. ” (ملخصا من “مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (3 /45-46)) .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لا يكوننَّ أحدكم إمَّعة، قالوا: وما الإمَّعة؟ قال: يجري مع كلِّ ريح” .
قال حرب بن إسماعيل الكِرْماني :قلت لإسحاق -يعني ابن راهوية- ما معنى قوله: (لا يكون أحدكم إمَّعة)؟ قال: يقول: إن ضلَّ النَّاس ضللت، وإن اهتدوا اهتديت”. (شرح السنة 3/560)
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله:- “لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول -عليه الصلاة والسلام- حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم،
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها.
ولأن الله سبحانه يقول {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب }. فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان” (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405 ).