ذم التعظيم لعبادة الحج هذه الأيام

|

كيف لمسلم -يؤمن بالله واليوم الآخر- أن يخرج منه مثل هذا؟

تعدي صريح علىٰ الدين وأركانه، منكر عظيم؛ فإن لم يكن ذلك نهيٌ للناس عن آداء ما افترضه الله -عز وجل- عليهم؛ فماذا يكون النهي؟

هذا ضربٌ في أصل الدين، وتجرؤ عظيم عليه؛ يورد صاحبه المهالك؛ فقد حكم الله -عز وجل- علىٰ أقوامٍ بالكفر والخروج من الدين بقولٍ قد يكون أقل من ذلك،

قال تعالىٰ: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *  لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة : 65/66]

جاء في تفسير ابن كثير أن سبب نزول هذه الآيات أن رجلًا قال: “ما أرىٰ قُرَّاءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونًا، وأكذبنا ألسنةً، وأجبننا عند اللقاء”؛ فرُفع ذلك إلىٰ رسول الله -صلىٰ الله عليه وسلم-؛ فجاء إلىٰ رسول الله، وقد ارتحل وركب ناقته؛ فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب”

فقال: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون} إلىٰ قوله: {مجرمين}، وإن رجليه لتنسفان الحجارة، وما يلتفت إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متعلق بنسعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

احترسوا؛ فمثل هذه العبارات قد تكون مقدمات للإلحاد -والعياذ بالله-؛ فماذا يلي هذا السؤال غير: (كيف لازلتم مسلمين؟)

نعم، الابتلاء شديد، والخذلان مر. لكن هذه طبائع الابتلاءات؛ ألم تقرؤوا قول الله -عز وجل-:

 {حتى إذا استيئس الرسل} ؟

تخيلوا أن الرسل -صلوات الله عليهم- قد أوشكوا علىٰ الوصول لدرجات اليأس؛ من شدة ما يلاقوا! ألم تقرؤوا:

 {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)} ؟

تخيلوا! هذا وبينهم رسول الله -صلىٰ الله عليه وسلم- لكن هذا لا يمنع امتثال أوامر الله -عز وجل-، ولا يبيح الافتئات عليها، ولا مهاجمتها.

فاحذروا كل الحذر؛ فهذا كان قول المنافقين في زمن النبوة؛ صَرْف الناس عن دينهم،  وعن عبادة الله -عز وجل- وطاعته في أوقات الابتلاءات والفتن خاصة، والسعي بين الناس بالتثبيط والتخذيل عن امتثال أوامر الله -عز وجل-.

الأمر جلل، والخطر عظيم؛ فمثل هذا إن لم يوقع صاحبه في براثن الشياطين ثم غياهب الشرك -والعياذ بالله-؛  فقد يصادف قلبَ مسلمٍ ضعيفِ الإيمان يشككه في دينه، ثم يوصله للكفر، ويكون ذنبه في رقبة صاحب المقولة! فلسطين، والقدس، وغزة؛ ليست وثنًا يعبد من دون الله!

بل إن الأقصىٰ استمد قدسيته الخاصة من تلك الشريعة التي تتجنىٰ عليها الآن بقولك هذا. ولو لم تحفظ الدين وهيبته أولًا؛ لسقطت تلك القدسية.

تلك حدود الله -عز وجل- وشريعته، كيف تتجرؤون عليها هكذا؟ اتقوا الله -عز وجل- في كلماتكم، وفي أنفسكم؛ فرب كلمة أطلقتها لا تلقي لها بالًا؛ تهوي بها في النار.

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ». [متفقٌ عليهِ]

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة