عورة المرأة أمام المرأة

|

من المعاصي المنتشرة، التسامح في أمر العورة بين المسلمة وأختها والأم وابنتها، وهذا خلل كبير سببه الأعراف الفاسدة، فالمسلمة لا يحل لها الاطلاع على عورة الأخرى، لقول النبي ﷺ : (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا ‌المرأة ‌إلى ‌عورة المرأة. ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد) صحيح مسلم.

فنَهى النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن أن يُفضيَ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ في الثَّوبِ الواحدِ، وأن تُفضيَ المرأةُ إلى المرأةِ في الثَّوبِ الواحدِ، أي: لا يَخلُو أحدُهما إلى الآخَرِ في ثَوبٍ أو تَحتَ غِطاءٍ واحدٍ مُتجرِّدَينِ، واقِعًا تَلامُسٌ بين البَشَرَتَينِ،

والمَعنَى: أنَّه لا تَصِلُ بَشَرةُ أحدِهِما إلى بَشَرةِ الآخَرِ في أيِّ صورةٍ كانت؛ لأنَّ ذلك قد يُؤدِّي إلى لَمسِ كلٍّ منهما عَورةَ صاحبِه، ولَمسُها مَنهيٌّ عنه كالنَّظرِ إليها، بل هو أشدُّ في النَّهيِ؛ لِما يُؤدِّي ذلك إلى مَفاسدَ أكبَرَ.

ونظر المرأة إلى سوأتي الأخرى محرم إجماعا، لا خلاف فيه بين العلماء، وإنما الخلاف فيما دون ذلك، فقيل ما بين السرة والركبة، وقيل لا تظهر للنساء إلا ما تظهر للمحارم من الرجال.

وهناك فرق بين كشف المرأة شيئًا من جسمها أمام امرأة للتداوي أو للولادة أو لحاجة ما، وبين أن تكشف المرأة عن ذلك اختيارًا بلا حاجة ولا ضرورة؛ فيجوز في حال الضرورة؛ وينهى عنه لغير ذلك وهذا هو الظاهر، فالمرأة لا يحل لها أن تظهر شيئا منها أمام محارمها إلا ما جرت به العادة، كالشعر والرقبة والساق والساعد.

فالمرأة إنما تظهر للنساء ما تظهره للمحارم من الرجال،  لان الله تعالى لما ذكر المحارم قال:

 ﴿وَلَا ‌يُبْدِينَ ‌زِينَتَهُنَّ ‌إِلَّا ‌لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31]  . فقال : ﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ﴾ [النور: 31]  .

فذكر بعد المحارم النساء فكان الحكم واحدا.

 قال ابن القطان الفاسي: “والأظهر عندي: هو مذهب من يقول: تبدي ‌المرأة ‌للمرأة ‌ما ‌تبديه ‌لذوي ‌محارمها، وهي ممنوعة مما زاد عليه” [إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر].

وننبه أن  الفقهاء ممن قال أن عورتها مع المرأة ما بين السرة والركبة  لم يقصدوا أن المرأة تظل جالسة بين النساء تلبس فقط ما بين السرة والركبة، لا، فهذا فهم خاطئ، فالحديث يتحدث عن الناظرة لا اللابسة وفرق بينهما.

ولا يحل لها لبس الضيق الذي يحجم تلك العورات المحرمة سواء مع الرجال المحارم او النساء.

الحاصل : المسلمة لا تكشف لأختها المسلمة إلا ما جرت به العادة مما تكشفه للمحارم من الرجال. أما الكافرة فلا تكشف لها أي شيء.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة