كون اليوم عيداً؛ هذا لا يجيزُ لك أن تتزيني أو تضعي مكياجاً خفيفاً أو تخرجي سافرة عاث فيك التبرج، ولا أن تلبسي عباءة مفتوحة أو ملابس ضيقة، ولايجيز لكِ أن تخرجي كاشفة لوجهك أو قدميك أو يديك أمام الرجال!
في الحديث ( عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا ).
تأملي كيف أن بعض الصحابيات -رضوان الله عليهن- لم يكن لهن جلباب، ومع ذلك لم يجز لها النبي ﷺ الخروج لصلاة العيد بدون جلباب يسترها.
ومن التناقض أن تخرج المرأة لصلاة العيد تصلي لله بثياب لاترضي الله! فترجع بيتها وقد حملت أوزار الرجال الذين ألقت في قلوبهم الفتنة بزينتها ولباسها وتعطرها؛ وقد توعد الله من تفعل ذلك فقال سبحانه:
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).
والنبي ﷺ حذر النساء من النار يوم العيد لما قال: ( تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار) قال هذه الكلمة الشديدة للنساء يوم العيد،
لأن العيد أصلاً موعظة وتذكير بالآخرة، فدلهن النبي على الصدقة لمن زلت قدمها حتى تتدارك مافاتها ويتوب الله عليها، ومفهوم الصدقة أوسع من مجرد التبرع المالي أو سنة الصدقة؛ بل هناك صدقة واجبة، من ذلك أن تتصدقي على نفسك وعلى المسلمين بترك التبرج.
وورد في الحديث أن كفك الأذى عن الناس صدقة منك على نفسك. ومن أعظم الأذية للناس أذية المتبرجات اللواتي تثير رؤيتهن الغرائز، فمن الناس من يغض بصره، ومنهم من يضعف فيؤذى في دينه، وعليه أن يستغفر ويتوب.
وقد ورد في الحديث أيضاً: «اتقوا اللاعنين»، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم»”.
فهؤلاء وقع اللعن في حقهم لأذيتهم الناس في طريقهم، والمتبرجة قد تكون داخلة في ذلك، وقد ورد في الحديث الشريف:«العنوهن فإنهن ملعونات» حديث حسن.
كما ورد أن التبرج هو أول ذنب عُصِيَ الله به، وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : التعري دليل على غضب الله لمن فعله، لقصة الأبوين عليهما السلام.
ومن منكرات العيد الجلية، تعطر النساء عند الخروج لصلاة العيد أو في الشارع بشكل عام؛ وقد نهى الشرع عن تعطر النساء أمام غير المحارم واعتبر من تفعل ذلك زانية؛ فعن أبي موسى الأشعري قال: قال ﷺ: “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية”.
فما فائدة تعطرك للناس وأنتِ عند الله زانية؟ ويوم القيامة تكونين من فريق الزناة، عافانا الله وإياكُم! والنبي ﷺ نهى عن التعطر عند الذهاب إلى المسجد فكيف بغيره من أماكن؟
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“ولكن يجب على المرأة إذا جاءت إلى المسجد أو مصلى العيد أن تأتي غير متجملة ولا متطيّبة ولا مظهرةً صوتًا ولا ضحكًا ولا تمايلاً في المشي ولا شيئا يؤدي إلى الفتنة فإن فعلت من ذلك شيئًا فهي آثمة غير مأجورة”.
فاتقين الله يا إماء الله ولا تقابلن نعم الله عليكن بمعصيته.