شهوة النظر إلى الحرام

|

قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾،
وقال تعالى  ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾

تجفيف المنابع جملة ينبغي أن نقف عندها قليلًا في رحلتنا مع علاج طغيان الشهوة أخي الشاب، فإذا جففنا منابع المعصية وقطعنا الطرق المؤدية إليها؛ سيكون من الصعب أو من المستحيل أن نقع فيها؛ لأن الوقاية خير من العلاج، وأهم منبعين للشهوة: هما إطلاق البصر، والاسترسال مع الخواطر.

والبصر هو باب القلب الأول، وأقرب الحواس إليه؛ ولذا أراد الله أن يُحكم الإنسان رقابته على هذا الممر، ويفحص ما يدخل منه؛ لأنه سرعان ما يدخل إلى القلب،

فعلى من يريد السلامة لنفسه أن يغضَّ طرفَه عما تشتهيه نفسُه من الحرام، وليكن له في ذلك الغض نيةٌ يحتسب بها الأجرَ، ويكتسب الفضلَ، ويدخل في جملة مَنْ نهى النفسَ عن الهوى.

فينبغي أن يجاهد الإنسان نفسه في غض البصر، فهو داء مهلك، يؤثر في قلب الإنسان، وفي تلذذه بطاعة الله جل وعلا، وقد يكون من أسباب انتكاسة البعض عن طريق الهداية والاستقامة.

ولنا في سلف الصالح قدرة فهذا حسان بن أبي سنان -رحمه الله- خرج يوم العيد، فلما رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها؟ فلما أكثرت عليه، قال: ويحك، ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.

وكان سفيان الثوري يقول:- “إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر”.

ومن فوائد غض البصر:-

  • ١- تخليص القلب من ألم الحسرة.
  • ٢- أنه يورث نورًا وإشراقًا في القلب يظهر في العين والوجه والجوارح وإطلاق البصر يورث ظلمة في الوجه والجوارح.
  • ٣- أنه يورث صحة الفراسة.
  • ٤- أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب.
  • ٥- أنه يورث القلب ثباتًا وشجاعة فيجعل له سلطان الحجة.
  • ٦- أنه يورث القلب سرورًا وفرحًا وانشراحًا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر.
  • ٧- أنه يخلص القلب من أسر الشهوة.
  • ٨- أنه يسد عنه بابًا من أبواب جهنم.
  • ٩- أنه يقوي عقله ويزيده ويثبته.
  • ١٠- يخلص القلب من سُكر الشهوة ورقدة الغفلة.
  • ١١- أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده.
  • ١٢- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
  • ١٣- أنه يورث القلب أنسًا بالله وجمعه عليه.
  • ١٤- أنه يقوي القلب ويفرحه.
  • ١٥- أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب.
  • ١٦- أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها.
  • ١٧- أن بين العين والقلب منفذًا وطريقًا يوجب انتقال أحدهما إلى الآخر وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده.

ويوصي الإمام إبن الجوزي بغض البصر عن النظر إلى الحرام بقوله:- “فتفهم يا أخي ما أوصيك به، إنما بصرك نعمة من الله عليك، فلا تعصِه بنعمه، وعامله بغضه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة، وكل زمن الجهاد في الغضِّ لحظة، فإن فعلت ذلك نلت الخير الجزيل”.

قال ابن القيم رحمه الله: “جعل الله العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته”.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة