ألا فمن لها

|

ألا فمن لها

نحن في خير أيام الدنيا، فهل من مبادر؟ أيام يغفل عنها العباد وهي من خيرة الأيام؛ بل هي من نفحات الله التي لا يفرط فيها أحد؛ فكيف إن كان ساع إلى المقامات العليِّة التي أقسم الله عز وجل بها في كتابه فقال

{والفجر (1) وليال عشر (2) والشفع والوتر (3)}؟

والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فإنما هي أيام لا يفرط فيها عاقل، وإنما حزم أمره وشد أزره وسعى وسع طاقته كلها فيها؛ فبمثلها يرتفع الإنسان ويرتقي.

فقد ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: “من أي ذلك تعجبون”؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أليس قد مكث هذا بعده سنة”؟ قالوا: بلى، قال: “وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة”؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض”. رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني. 

  فقد سبقه بمثل هذه النفحات من الأيام النفسية، وقد قال أهل العلم أن أيام العشر الأوائل خير من أفضل أيام رمضان وهي العشر الأواخر؛ فانظر واعقل وزن أمرك وبادر لها واستبق.

قال صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” رواه الترمذي ، وأصله في البخاري.

وفي حديث ابن عمر: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه أحمد.

من يعلم هذا عنها ثم يفرط فيها بعد إلا مغبون؟ ألا فأعد العدة وشد أزرك وخطط لها واستعد، وإن كنت فيها فهلم إلى الصالحات واغتنم أجرها وخيرها، فهنيئاً لمن نظر الله له فيها نظرة رضى، وهنيئاً لمن عاهد نفسه أن يرى الله من نفسه خيراً فيها، وإنما هي أيام قليلة؛ ألا فمن لها؟

“ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”

رواه أحمد

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة