في العام ١٩٨٥م أنشأ “فايز الصباغ”برفقة “ماهر الحاج ويس” مركز الزهرة المُختص في دبلجة مُسلسلات الأنمي الياباني إلىٰ العربية، وكانت أعمال هذا المركز حينئذٍ تُشترى من قِبل القنوات الحكومية والمحلية خاصةً في عقد الثمانينات والتسعينات، وبعد ١٥ عام قرر فايز الصباغ وشركاؤه إنشاء قناة مُختصة للأطفال تقوم بعرض أعمال المركز، وكانت هي البذرة التي أدت إلىٰ إنشاء محطة سبيستون.’¹’
–انطلاق القناة:
وبدأت “سبيستون” ببثها التجريبي على تلفزيون “البحرين” في عام ٢٠٠٠م ، في حين بدأت ببثها الرسمي في ٢٠٠٢م كقناة مستقلة تستهدف شريحة الأطفال، تدبلج الأنميات اليابانية، وتغيّر في كثير من أحداثها بما يتلائم مع المجتمع العربي.
ذكر المخرج كريم قبراوي -الذي كان من مؤسسي سبيستون- في لقاء صحفي له ‘²’ أن:
«الأعمال اليابانية مختلفة عن بقية مدارس الرسوم المتحركة، ولها هويتها الخاصة، كما أنها تحمل أبعادًا فلسفية وعميقة جدًا.
وأوضح كريم أن النمط الياباني لا يخضع للرقابة، فالمواضيع التي تُعرض قد تكون غريبة في طرحها وتتخطى حدود المنطق، لأن أفق الخيال في هذه الأعمال ليس له حدود.
وبين أن الأعمال اليابانية تحمل قيمًا وأفكارًا غير مألوفة للمجتمع والثقافة العربية، أوضح أن هدفهم الأساسي في “سبيستون” كان دبلجة هذه الأعمال ووضعها ضمن إطار ثقافي مناسب للبيئة العربية، فضلًا عن غربلة المشاهد غير المناسبة، ولفت إلىٰ أن شركات الإنتاج هذه كانت تخضع لرقابة “مجلس التعاون الخليجي”.
وضرب كريم بعضًا من الأمثلة على مسلسلات عُرضت على شاشات التلفزيون في الوطن العربي وخضعت للغربلة، وهي:
“سندباد”
شراب النبيذ الذي تتناوله الشخصيات في المسلسل أصبح عصير العنب
“روبن هوود”
الكثير من مشاهده حُذفت لأنها تحمل رموزًا دينية لن يتقبلها المجتمع العربي، وهو من أكثر المسلسلات التي خضعت لتعديل في المشاهد والسيناريوهات، وفق كريم. » ا.هـ
وحاصله أن أمثلة التعديل والتغيير التي حصلت أكثر من أن تحصيها الكلمات، ومعلومة لكل متابع أنمي، وليش هدفنا الآن إظهار الفروقات، بقدر الحرص علىٰ تبيان حصول التغييرات من أفواههم.
–أطفال مُتسمّرون:
أحدثت قناة سبيستون أثرًا بالغًا في قلوب ونفوس أطفال جيل التسعينات حيث كانت القناة في أوج تألقها، وكانوا ينتظرون رجوعهم من المدرسة بفارغ الصبر، يركلون حقائبهم المدرسية بعد العودة، و يتسمّرون أمام الشاشات لساعات طوال يشاهدون برامجها بشكل متتابع!
وتركَ الطابع الخاص للقناة إما على مُستوى المُسلسلات المُدبلجة أو على مُستوى الفقرات أو على مُستوى الأصوات الرنانة العالقة في الأذهان؛ الأثر العميق في قلوب أطفال ذلك الجيل، جيل “الحقبة الذهبية للقناة” وأثّرت بجيل كامل على مستوىٰ العالم العربي كله.
–سجن النوستالجيا:
أغاني سبيستون “مزامير الشيطان”
وذكريات محفورة في ذاكرة كل طفل عربي، كلما كبر، ترجعه هذه الأغنيات لذكريات الطفولة والحنين إليها
وهي ما أوقعت الكثير من الشبان في متابعة الأنمي بحلته الأصلية اليابانية
مع مافيها من كفريات وشركيات
وإلىٰ الآن إذا سمع أحد متابعي سبيستون من جيلها القديم؛ الفواصل والشارات المميزة للقناة
“سنعود بعد قليل”،”عدنا” أو سمعوا أغانيها الرّنانة العاطفية والحماسية ؛ يعود لذكريات الماضي وينطرب، ويشعر بالألفة والحنين، وكأنه سمع صوتًا من أهله ورفاقه ، هذه الظاهرة في علم النفس تسمى “النوستاليجا” أو “الحنين للماضي”.
وهو وتر نفسي حساس عملت عليه القناة، ويظهر هذا التأثير الكبير في غناء المغنيّة السورية “رشا رزق” والمغني “طارق العربي طرقان” وأولاده.
هؤلاء يقام لهم الحفلات؛ لأجل إزكاء هذا المخدّر النفسي مرة بعد مرة، حيث تعج المدرجات -بكل أسف- بصراخ ” شباب المستقبل” كالسُكارىٰ يتمايلون وينطربون ويتحمسون!
وتعد النوستاليجا خطرًا ودليلًا على عدم النضج النفسي إذا أعمت أصحابها عن الصورة الكاملة لحقيقة الماضي، وحبستهم فيه، مع التقديس والتعصب للذكريات، فقط لكونها ذكريات لطيفة وسعيدة!
والشخص الذي يبقى أسيرًا للماضي؛ سيظل يهرب من الحاضر ويخشىٰ المستقبل، ويلازم ماضيه المتعلق به،
ولذلك معظم متابعي الأنمي كانت سبيستون مدخلهم لعالم الأنمي المظلم، وكان بدوره عالمًا وهميًا يهربون إليه يجددون ذكريات الماضي، يضيعون أعمارهم فيه للتسلية، وهربًا من حاضرهم وضغوطاتهم.
–سبيستون في الميزان:
يعود سبب تسمية القناة بهذا الاسم سبيس تون (SpaceToon) “فضاء الكرتون”
إلى رؤية القناة وهي؛ التبحر في عالم فضاء الكرتون، وهو ما يُعطي الإيحاء إلى أن القناة تترسخ على فكرة الفضاء الخارجي والكون الفسيح المليء بعالم الدهشة والمرح.
وبحسب ما صرحت إدارة سبيستون بأن مركز الزهرة كذلك قد سُمي نسبةً إلى كوكب الزُّهرة بسبب كونه الكوكب الوحيد الذي يدور عكس عقارب الساعة بالنسبة للمجموعة الشمسية كما أنه من أقرب الكواكب للشمس، مُستدلًا بذلك على تفرّد المركز وقُربه للمُشاهد.
إذًا الاساس الذي قامت عليه هو الولوج لعالم الكرتون والأنمي الواسع العريض، ونشره في العالم العربي، ولايخفىٰ علىٰ أي متابع أنمي كمية الجهد الذي احتاجت القناة بذله لمحاولة تقنين المحتوىٰ الأجنبي ليكون نوعا ما مناسبا للشاشة العربية، ومثلها كمثل من يجمع الحلوى منتهية الصلاحية ويُعيد تعبئتها وبيعها للأطفال!
الأنمي عالم متحرر يجمع شتىٰ التوجهات ورغم أن سبيستون حاولت تقسيم المحتوى على حسب الشريحة الموجه لها وصنعت نظام الكواكب: «أكشن، مغامرات، زمردة، بون بون، إلخ..»
إلّا أنّ ذلك لم يغني عنها شيئا فقد دبلجت وعرضت أعمال تصنيفاتها مخالفة للعرف والدين؛ حيث عرضت أنميات تصنّف ضمن “العنف”، ومشاهد القتل المروّعة فاضطرت لحذف معظم التفاصيل!
وبرامج تصنيفها “شذوذ” كعدد من الأنميات التي تتحول شخصياتها من ذكر لأنثى، وتكسر الأدوار الجندرية.
وأنميات تصنيفها “رومنسي” وبها مشاهد مخلّة فحُذف معظم مشاهدها.
وأعمال تدعو للاستعانة بالسحر والشياطين تحت مظلة القوة الخارقة التي ترسم للأطفال والشباب عالم من الوهم والخيال المسموم.
وعلى سبيل المثال:
كونان الذى يُعد أشهر ماقدمته القناة بصوته اللطيف والمؤثر، لابد أن يكتشف المتابع في النهاية باقي القصة الحقيقية؛ أن ران ليست خطيبة البطل بل عشيقته، وأن والدها مدمن خمر وليس محبا للنوم، وأن هيبارا معجبة بكونان وواقعة فى حبه، وليست مجرد صديقة جمعتهما نفس المشكلة، ناهيك عن مشاهد القتل الفظيعة التي تم حذفها ، فأين البطولة والتميّز فى جلب الخبث وإلباسه لباسًا براقًا وجعله محبوبًا بين المسلمين؟
–هل نحسن الظن؟!
وفي ٢٠٠٧م ، بثت “سبيس باور” بثًا مشتركًا ضمن سبيستون، وعام ٢٠٠٨ تفرّدت ببثٍ منفصل كقناة، لتستهدف الفئات العمرية الأكبر سنًا وتلائمها، وكذلك كانت تخضع لغربلة في المشاهد والسيناريو ولكن بوتيرة أخف، وفق ما أوضحه المخرج كريم قبراوي1
فكيف بنا إحسان الظن هنا في دعوة الغربلة والتنقية بما يلائم المجتمع العربي، حاملة شعار “شبابية عربية”، وقد بثت قناة كاملة مخففة القيود، وتعرض الأنمي الفاسد، وتروج له بشكل أوسع؟
ورغم توقف بثّ القناة عام ٢٠١٤،فقد أعيد عرضها ضمن فقرة ليلية في القناة الأم!
–متابعون ساخطون منقلبون:

مهما كانت نية القناة بتنقية الأنميات وجعلها مناسبة للثقافة العربية والإسلامية، وتقوية اللغة الفصحى لديهم، إلّا أنّ سُفن سبيستون أجرتها الرياح لمجرىٰ لا تشتهيه ولم تتوقعه!
فكثير من جمهورها الطفولي، انقلب عليها بعد الكِبر، وتبرأ منها، وعاداها، وعدّها قناة كاذبة، مُحرّفة، وعزوفوا عن متابعتها ساخطين، وتوجهوا إلى متابعة الأنميات بلغتها الأصلية، لأنها – بزعمهم- بهذه التغييرات الكبيرة، قد شوهت جوهر الأنميات، وزيفت حقائقها، وبدّلت أحداثها، وأسماءها، وحاولت إبدال الثقافة اليابانية بأخرى عربية!
وكأن المتابع أُصيب بصدمة فالشخصيات التي عاش معها الطفولة كانت بنظرهم نُسخ مُزيفة عن الأعمال الحقيقية!
فيشعر متابع سبيستون بالرجعية بين رفاقه، فما كان يعلمه من اسم برنامجه المفضل الكابتن “ماجد” ظهر أن اسمه الحقيقي “تسوباسا”
وحسان هو “هاناميتشي ساكوراجي” وأمجد وحنان ورافع ويمان وسامي ووسيم وفرح هي مجرد أسماء عربية،
تثير الضحك والاستهجان إذا ذُكِرت أمام من لديه معرفة بالأعمال الأصلية!
ناهيك عن أسلمة أنمي “صقور الأرض” التي ظنها كثير من الأطفال وكأنها تتحدث عن مجاهدين مسلمين!
فشباب المستقبل السبيستوني، أحسوا بالخديعة، تحول كثير منهم لأعداء مبغضين!
–حصان طروادة وثقبًا أسودًا:
منذ عام ١٩٨٥م ، حتىٰ الآن ومركز الزهرة يعمل بجد في جلب الأعمال ودبلجتها وتصفيتها، ومن عام ٢٠٠٠م وذراعه اليُمنىٰ قناة سبيستون تتسلل إلىٰ عقول أطفال المسلمين كحصان طروادة
فكل هذه السنوات، مع ما رأيناه وخبرناه من واقعنا، وتجاربنا، يدعونا للتساؤل:
هل كانت القناة فضاءً يتبحر فيه الطفل العربي، في عالم آمن، تتعززُ عنده الهوية العربية والإسلامية، وتنغرس فيه القيم والأخلاق؟
أم كانت حصان طروادة و ثقبًا أسودًا يفتح بوابة نحو عوالم مظلمة، ومهدت الطريق للغرق في ظلمات الأنمي الياباني ومافيه من أفكار منحرفة، وضلال مبين، وخراب لعقول “شباب المستقبل” ؟!
–هل نفتري عليهم، وفي كلامنا تناقض؟
يُقال: هي تغربل وتنظف الأنميات ليكون المحتوىٰ يناسبنا، فما صنعته يعتبر جيدًا وليس تخريبًا ففي كلامكم تناقض وإفتراء إذ جعلتموها قناة سيئة تخرب شباب المستقبل، وتعترفون بغربلتها وعملها على التخلص من قاذورات الأنمي..
نقول: قد ذكرنا سابقًا جهودهم الكبيرة، المبذولة في الغربلة، سواء من كلام أحد المؤسسين -حسب معلومات المصدر السابق- أو من خلال كلامنا، فلا يُنكر ما بذلوه، وليس في موقفنا “الرافض” لأصل صنيعهم؛ تناقض!
إنّما ما وجدناه أنها ليست أنميات بريئة بالكامل ، ووجدنا من واقع جيل التسعينات والمحبين لها، أنها كانت سببًا وجسرًا لدخولهم عالم الأنمي الياباني الأصلي بعجره وبجره، وشركياته وكفره، وما فعلته هذه الأنميات في شباب المستقبل والأطفال من خراب في العقائد، وضياع للأعمار، وفساد للأخلاق، وذهاب للدين، ولاحقًا -إن شاء الله- سنتكلم على قدر المستطاع في الأنميات اليابانية.
فحُقّ لنا بعد معرفة الداء، أن نتقصّىٰ عن مسبباته، وما كان أصل هذه الجرثومة التي دخلت إلى العقول والنفوس، فأحدثت فيها ما أحدثت من الداء؛ فنعالجه.
وهذا من بداية الشّفاء ومعرفة الدّواء.
وننبه أن مركز الزُّهرة وسبيستون ليسا المعنيان الوحيدين في كونهما سببًا لهذا، وإنما كل من نحىٰ نحوهما، وصنع صنيعهما، داخل معهما، ولكنهما كانا الأبرز والأكثر انتشارًا وتأثيرًا.
إحسان الظن بالغربلة والتنقية:
ومع وجود هذه الغربلة الشديدة، وتغيير المحتويات لما يلائم المجتمع الإسلامي العربي، وحتى تعديل الأنميات وجعل بعض اللباس محتشم، وقص مقاطع سيئة، وكل هذا جيد.
لكن يبقىٰ هناك تحذير، لأن أصل العمل من أساسه، آتٍ من ثقافات مختلفة، فأعلت من قيمتها وشأنها، وجمّلتها في عيون المحبين؛ فصُيُّر اليابان -البلد التابع للغرب- شيئًا خارقًا، وجُعل كوكبًا، وعظّمت النّفوس أعمالهم وثقافتهم وتاريخهم القديم والحديث، وصيّرته روحانيّ ومُحبب، ترتاح له النفوس وتنجذب لطقوسه، وهذه بلية عظمة، لما في ذلك من طقوس ومعتقدات شركية وثنية.
حتىٰ أصبح عندنا مسلمين مهووسون بالثقافة اليابانية، قد أنشأوا على مواقع التواصل قنوات وصفحات، جُلّ محتواها عرض الأنميات، وعرض الحياة على “كوكب” اليابان، وذكر طقوسهم الشركية واحترامها، بل وتقليدها، دون أدنىٰ تعليق على مافيها من كفر، وإشراك في حق الله سبحانه وتعالىٰ!
ومن منا في طفولته لم يعجبه حياة المعبد القصي، وسط الطبيعة الخضراء في إيكوسان المشاغب صاحب جلسة التأمل، وما كنت تدري ماهي، ولكن كانت تعجبك؟!
ومن صبياننا لم يعجب بساسوكي المرح الشقي، وحركات النينجا ؟!
ومن منا لم يتحبب إلىٰ نفسه ماروكو الصغيرة خفيفة الظلّ، وتشوّق لدورايمون، وقد جسّدوا معتقدات اليابانيين في معيشتهم ومأكلهم، وحفلاتهم وأعيادهم، وحببوهم إلينا؟!
وأصبح ذلك كله جزء من طفولتنا، ولا علاقة لنا به لا دينيًا ولا تاريخيًا ولا أيّ شيء
فكانت بديل إلهاء “ممتع” عن تعريف أطفالنا وشبابنا بدينهم، ونبيهم وصحابته، وتاريخهم العظيم
من بداية نشأتنا الطفولية، كوّنت شخصيتنا هذه الموهنات والملهيات وغيرها..
غفِلنا عن ديننا وتاريخنا، وأصبحنا نعرف ونحب تاريخ غيرنا من الأمم الكافرة الوثنية!
فإن لم تجد في نفسك بأسًا في هذا، كبّر عليها أربعًا، ونسأل الله أن يحيي ما مات منها.
سنذكر لكم شيئًا من أمثلة الأنمي والكرتون “البريء والنظيف” الذي نشأنا على مشاهدته، سواء من سبيستون أو غيرها، لترون خطورة نقل هذه الثقافات على عقيدتنا، وحتىٰ مع الغربية، تبقىٰ منافية لمعتقداتنا ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية.
دعوة الأنمي البريء والنظيف:

–تاما والأصدقاء:
وشارة هذا الأنمي المدبلج، التي يتكرر فيها عرض تلك الرقصات، هل تعرف ما قصتها؟
أنا أقول لك:
هذه الشعائر بوذية وثنية، من دجال متبع للشياطين، ادعى إنقاذ روح أمه من النار بهذا الطقس، فهم إلىٰ الآن يتبعونه فيه كالعميان، ويقيمون مهرجان سنوي يحتفلون بهذه الخرافات اعتقادًا بمجيئ أرواح الأسلاف فيرحبون بهم ويحتفلون، ويودعونهم!
وبعد ذلك يعودون إلى مسقط رأسهم، ويقومون بزيارة القبور التي دفن فيها أسلافهم، ينظفون شواهد القبور، ويقومون بتزيينها بالزهور ويطيّبون القبور بالبخور!
وننقل لكم تعريفًا لهذا الطقس من أفواههم :
«الأوبون هي طقوس وشعائر بوذية يقوم فيها اليابانيون باستقبال أرواح أجدادهم وأسلافهم، وإيقاد نيران الترحيب بهم، وإقامة حفل التأبين لهم.
يقوم اليابانيون بإشعال نيران الترحيب وسيقان القنب ”أوغارا“ في مداخل وأفنية الديار كي لا يضلّ الأسلاف طريقهم عند عودتهم للديار!
وتسمىٰ هذه الشعائر في البوذية بـ ”أورا بون إيه“، وفي الشنتوية بـ ”بون ماتسوري“. يرجع الأصل في هذه التسمية في البوذية إلى رواية شعبية تقول بأن أحد تلاميذ بوذا (مؤسس ديانة أو فلسفة البوذية) أقام حفل تأبين لأمه من أجل إنقاذها والتي تعاني من عقاب في الجحيم، واستطاع إنقاذها بالفعل. فارتبطت هذه الرواية بشعائر الأجداد والأسلاف في اليابان، وصار يرسي كعادة شعبية منذ عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨)
ويقومون فيها بزيارة القبور وأداء رقصة الأوبون“.
تقام رقصة الـ”بون“ من أجل الترحيب بأرواح الأسلاف، ومواساتهم، وتوديعهم.
وهناك طريقتان لرقصة الـ”بون“ هما ”رقصة الدائرة“ التي تقام في شكل دائري تتمركز فيها برج تقام به عروض الطبول اليابانية، و”رقصة الطواف“ يقومون بالرقص أثناء تنقلهم بداخل أرجاء المدينة.» ‘¹’ ا.هـ
قال الله تبارك وتعالىٰ في وصف عبادة المؤمنين :
﴿والذين لا يشهدون الزور .. ﴾
قال أبو العالية، وطاوس، ومحمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس، وغيرهم:
هي أعياد المشركين، فكيف لاتريد منا ألا ننكر ولا نرىٰ بأسًا في نقل هذا إلينا؟
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالىٰ في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم [فصل في مفهوم العيد والحذر من التشبه بالكفار في أعيادهم]
العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك.
فعن أي تنقية وغربلة أجريت لتناسب المجتمع العربي والإسلامي، تحدثني؟
ألا تراهم يشهدونك الزور وأنت في بيتك؟
وأي براءة ونظافة تحدثني، في إلباس هذه الشعائر الوثنية لباس الظرافة؟
-ماروكو:
يحتوي هذا الأنمي على كثير من عادات اليابانيين واحتفالاتهم.

وهنا مثلا الاحتفال بعيد شنتوي وثني شركي، اسمه “هينا ماتسوري”
يضعون أزهار الخوخ، ويقدسون ويستخدمون الدمى المُصنمة التي تعبد من دون الله؛ فيعتقدون فيهم الحفظ والحماية، وجلب الخير، ودفع الضر، كل هذا اعتقاد كفري شركي في هذه الدمىٰ الصغيرة الحقيرة، وتلك الأغصان، مثل اعتقاد أهل الشرك في الأصنام والأوثان.
وقد أخبرنا ربنا سبحانه في حال أشباههم من أهل الشرك، والموقف الحق من فعالهم الكفرية هذه وبغضها وعداوتها:
{ واتل عليهم نبأ إبراهيم (٦٩) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (٧٠) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين (٧١) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (٧٢) أو ينفعونكم أو يضرون (٧٣) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (٧٤) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (٧٥) أنتم وآباؤكم الأقدمون (٧٦) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين (٧٧) الذي خلقني فهو يهدين (٧٨) والذي هو يطعمني ويسقين (٧٩) وإذا مرضت فهو يشفين (٨٠) والذي يميتني ثم يحيين (٨١) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (٨٢) }
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٦٩-٨٢]
وقال سبحانه وتعالى في حال إخوانهم المشركين طالبي العزة من الأصنام، كما طلب هؤلاء الحفظ والحماية من الأوثان الخشبية:
{ واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا (٨١) كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا (٨٢) }
[سُورَةُ مَرْيَمَ: ٨١-٨٢]
وقال سبحانه ﷻ :
{ واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون (٧٤) لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون (٧٥) }
[سُورَةُ يسٓ: ٧٤-٧٥]
قال ابن كثير رحمه الله تعالىٰ في تفسير الآية :
قال الله تعالى: ﴿لا يستطيعون نصرهم﴾ أي: لا تقدر الآلهة على نصر عابديها، بل هي أضعف من ذلك وأقل وأذل وأحقر وأدخر، بل لا تقدر على الانتصار لأنفسها، ولا الانتقام ممن أرادها بسوء؛ لأنها جماد لا تسمع ولا تعقل.
فنسأل المنبهرين باليابانيين وبذكائهم، هل هذه الدمىٰ الخشبية المُصنّمة تحمي وتحفظ وتجلب الخير والنفع، وتدفع الضر؟
أين الذكاء، أين العبقرية اليابانية الفذة؟
هذه أوثان ينحتونها بأيديهم لا تنفع ولا تضر، ويسألونها ما يُسأل من الله وحده، وما يأتِ من الله وحده سبحانه وتعالى عما يشركون!
{ قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين }
[سُورَةُ الأَنْعَامِ: ٧١]
وننقل من مجلة اليابان بالعربي تعريفًا لهذا الاحتفال:
« يوم الفتاة في اليابان، المعروف أيضًا بـ ”هينا ماتسوري“، هو حدث سنوي يحتفل به الأهالي، خاصة الأمهات وبناتهن، للتعبير عن فرحهم واحتفالهم بالفتيات في العائلة.
وهذه الدمىٰ تُمثل الأميرات والأمراء التقليديين.
يُعتقد أن تلك الدمىٰ تحمل بعض الحظ والحماية للبنات وتبعد عنهن الأشياء السيئة.
وهذا الاحتفال يعكس العديد من العقائد والتقاليد القديمة التي ترتبط بالحظ والسعادة والازدهار، و تاريخيًا، كانت هذه المناسبة مرتبطة بعادات تطهيرية وروحانية، وتهدف إلى دفع الأرواح الشريرة بعيدًا عن الفتيات وجلب الحظ والخير لهن.
بالنسبة للخوخ، فهو رمز للربيع والتجديد والتجدد، كما يعتقد الناس في شرق آسيا بقوة روحية للخوخ في طرد الأرواح الشريرة، ولذلك يتم استخدام زهور الخوخ في تزيين الاحتفالات للدفاع عن البيوت والعائلات من الأشرار.
بهذه الطريقة، يجمع احتفال ”هينا – ماتسوري“ بين العادات القديمة والمعتقدات الروحية والتقاليد الثقافية، ويُظهر الرابط العميق بين الإنسان والطبيعة والتأثير المتبادل بينهما في الحفاظ على السعادة والسلام في المجتمع.»’¹’ اهـ
ها نحن نرىٰ تشابه أهل الشرك في شركهم، صُمٌ بُكمٌ عُميٌ، يتبعون تقاليد وعادات أجدادهم وأسلافهم في عبادة الأصنام، ولسان حالهم على مرّ الزمان:
{ … قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٧٠]
فأي براءة ونظافة، في إلباس هذه العقائد الشركية لبوسًا لطيفًا كوميديًا، تُضرب فيه عقائد أطفال المسلمين؟!
هؤلاء يمررون إلينا عقائد وثنية، بقالب الترفيه والظرافة!
–دورايمون:

- السجود لغير الله (وأيًا كان ما يعتقده اليابانيون بهذا السجود، يبقىٰ عندنا محرمًا ‘¹’)
- إيصال مشاعر الحب والإعجاب بين الجنسين.
- رجوع الأب إلى البيت متأخرًا مخمورًا.
–ساسوكي
الشقي الذي شاهده جيل الثمانينات والتسعينات، سنعدد ما وقفنا عليه من طوام تنقض دعاوىٰ براءة هذه الأنميات القديمة، ودعوىٰ مناسبتها للمجتمع الإسلامي والعربي:-

- فيه شرك الربوبية من حيث خلق النار وإشعالها من اللاشيء بواسطة قدرته التأملية الخارقة، وإنزال المطر، وهبوب العواصف، وغيرها من الأمور المختصة بربوبية الله سبحانه وتعالىٰ عما يشركون!
- عرض صور لأصنامهم ومعبوداتهم في بعض الحلقات كتمثال بوذا الموجود في الصور .
- عرض الغراميات والعشق.
- عرض العري التام الفاضح في بعض الحلقات.
- عرض السحر والسحرة.
- الترويج لمقاتلي النينجا وتزيينهم، الذين هم بحقيقتهم مرتزقة وجواسيس، يتم تجنديهم لمهام سريّة، وليسوا ذوي قدرات خارقة، إنما أمرهم لياقتهم العالية، واتقانهم لفنون قتالية تساعدهم في الدفاع عن النفس، والتخفي، والجاسوسية، والتسلل، والهرب
فليسوا أصحاب مواجهة في النزال والقتال، بل مبدأهم النجاة بالنفس، والتخفي قدر الإمكان والتجسس على العدو والعودة إلى أسيادهم سالمين بالمعلومات المسـ.ـربة، ولكن ارتبطت قصصهم بالخرافات والأساطير والخيال الياباني المحلّق، بدءًا من مسارح الكابوكي إلىٰ أن حوّلهم الأنمي وقصص المانجا لمقاتلين خارقين أولي بأس شديد! ‘١’
ولأن البوذية والشنتوية لا تنفك أبدًا عن الثقافة اليابانية، فكان للنينجا فلسفات روحية وتأملية مصدرها هذه العقائد الباطلة، فما ينخره مشعوذو علم الطاقة في جسد الأمة، وما يتعجب منه المؤمن من تصديق الناس لهم، ما كان بين ليلة وضحاها، إنما هي مدخلات على مر الأزمنة.