لا نخشى على دين الله عز وجل، مهما زاد الضلال والإرجاف والنفاق وأهلهم، ومهما عاثوا في الأرض فساداً؛ وإلا لكان هناك مشكلة في إيماننا؛ إنما نغار على دين الله سبحانه وتعالى وعلى شرعه.
لا نخاف على دين الله عز وجل ولو هلك آخر مسلم على وجه الأرض، فسيبعث الله عز وجل من يحمل الدين ويبلغه.
نحن على الحقيقة نخاف على أنفسنا وأهلنا والمسلمين، نخاف أن يصيبنا من رجسهم ما نخسر به في ميزان الآخرة، ونخاف من وقوف طويل في عرصات القيامة المهولة، ونخاف سؤال بين يدي الله عز وجل: ماذا قدمتم لدينكم؟ وأين أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر؟
نخاف على أهلنا من شبهات المرجفين والمنافقين، نخاف عليهم من النار، فنسعى لوقايتهم؛ فما نؤمن به أن الوقاية خير من العلاج، ولن نستطيع وقايتهم في مجتمع يموج بالفتن إلا بلطف الله عز وجل بهم وبنا، فندافع الباطل وأهله ليبقى الحق ظاهراً واضحاً جلياً، أو لعل الله الشكور يكفيهم الباطل بصدق سعينا.
نخاف على كل مسلم، فهذا خلق أهل الإسلام، وهذا حق المسلم على أخيه، أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا أحب إلى أنفسنا من دخول الجنة، ولا نخاف من شيء قدر خوفنا من عذاب النار. نحب لكل مسلم أن يدخل الجنة وألا تمسه النار أبدا، فلا أحق من أن نسعى لحماية إخواننا من جهنم بإذن ربنا، بنهيهم عن المنكرات وحثهم على الطاعات وإخلاص النصح لهم، ولعلنا بذلك نكون قمنا بحق الأخوة كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
لا نهلع حين يكثر الخبث وينتشر الفساد ويظهر المنافقون؛ إلا مخافة الفتن على أنفسنا والمسلمين ومخافة الاستبدال والعقاب والعذاب، فكثرة الخبث منذرة بالعقوبة العامة.
نخاف غضب الله عز وجل، ونستحي منه الكريم الرزاق الودود الرحيم الغفور الشكور، الذي يُبارَز بالذنوب والمعاصي ليل نهار ولا يمنع رزقه ولطفه عن عباده، ولو شاء لأهلكنا جميعاً في غمضة عين أو أقل، وهو عليه هين سبحانه وبحمده.
أما دين الله عز وجل؛ فهو محفوظ، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يحرفوه أو يبدلوه ما استطاعوا، وأهله هم المنصورون، هذا ما نؤمن به يقيناً لا يخالطه مثقال ذرة من شك بفضل ربنا الرحمن.