نِداءٌ عاجِل

|

نِداءٌ عاجِل

نرى اليوم أشلاء تُقطّع، وجثث تفحّم، وأطراف تُبتر. ألا يكفينا تخاذُلاً بحقهم؟ ألا تلين قلوبكم من قول رسولنا الكريم ﷺ بأننا أمة كجسدٍ واحد؟ ألا تتألمون لجسدكم إذا أصابهُ جُرحٌ؟ ألا تقودكم آلامهم للعمل؟
أتريدون مساندتهم بالبُكاء والعويل غير المُجدي؟ لِمَ لا تنصروهم بوسائل أجدى نفعاً وأكثرُ فائدةً؟

اعلموا بأن نصرنا لهم هو أن نتخلى عن أشياءٍ كثيرة لأجلهم، ولأجل أمتنا؛ ككثيرٍ من المحظورات، والتفاهات، والترفّعِ عن سفاسِف الأمور، وأن نقتحم معاليها. أن نستفيق من ذلك السُبات القاتم، بالعمل، وتغيير شيء لن يتغيّر بمجرد الجلوس، أو مُتابعةٍ صامتة، لا تُجدي نفعاً، ولا تغيّر حالاً.

هم ضعفاءٌ، ونحن أقوياء بربنا، نعم لا نملك ما يملكون من عُدةٍ وعِتاد؛ ولكن لدينا الثقة الراسخة، واليقين التام، ف الله سينصرنا؛ حتى لو كنّا أقلّ عدداً، وأضعف جنداً؛ كما نصر الله المسلمين بيوم بدر.
وهذهِ هي سنّةُ الله في التدافع بين الحق والباطل. يبتلينا؛ ليمحص ما في قلوبنا، ثم ينصرنا، ويشفي صدورنا، وهذا وعدٌ يقينيٌ منهُ جلّ شأنه.

الجِهاد ليس فقط بالبدن، إن لم تكن لنا حيلة لذلك؛ قد سطّر الله أموراً أُخرى نستطيع أن نجاهِد بها؛ كالجهاد بالمال، بالأنفس، بالمقاطعة، بمجاهدتنا لأنفسنا. هذا كله من الجهاد، ولا يقتصر الجهاد على السلاح فقط؛ فسلاحنا بإيماننا، وبإيماننا والعمل يمكننا أن نقدم الكثير.

لا تعتادوا على جراح أمتكم، إن لم تكونوا أنتم العاملين لها فمن سيعيد مجدها؟ ثم كيف بعد أن تروا آلامها تناموا ساكنين، وإخوانكم من شِدة القصف لا تهدأ لهم عين، ولا يهدأ لهم قلب؟ أليسَ الأولى بأن نقيم الليل متهجدين، مُبتهلين رافعين أكفّ الضراعة؟

قفوا على ثغوركم، كونوا كدروع السابغات تصدّوا للسهام عن دينكم بتحصنكم بعلم الشريعة. اختاروا ثغراً وقفوا عليه، احملوا راية هذا الدين، اعملوا؛ فالأمة بحاجة لكم.

لربما يتأخر النصر بسببنا وسبب ذنوبنا؛ فالتغيير يبدأ من إصلاحنا لأنفسنا. لا تعيشوا في مستنقع الغفلة، والتفاهة، فمن العجب بعد أن تروا ما حل بنا أن تبقوا صامتين متخاذلين. فالله يصطفي من المسلمين أناس؛ لينصروا دينه، ويا أسفاه إذ لم نكن منهم! فقد خِبنا، وخسرنا ذلك الاصطفاء.!

جراح الأمة واحدة، السودان فلسطين وسوريا، وكل بلاد المسلمين. نحن جسد واحد، هناك إعلامٌ مكتوم؛ فكونوا أنتم الإعلام.
عجيب أمر أمتي، تتشابه همومها ودموع أهلها وإن تباعدت الأوطان، هذه إدلب وما أكثر شبهها بأختها غزة اليوم. لله الأمر من قبل ومن بعد، فالله حسبُ المسلم وهو نعم الوكيل.

يا رجال الإسلام، الأمة تنتظركم؛ فلا تنسوا أمتكم وصرخات حرائِركم، وإذا تخاذل كل العالم ونسي؛ فالله لا ينسى، وإذا مُنعتم من الجهاد بالجسد؛ فجاهدوا بالدعوةِ والإصلاح.

يا بنيّات الأمة، أنتنّ أملها، ومن أصلابكنّ يخرج الرجال القادة لو أحسنتنّ التربية وصُنع القادة. تعلمنّ العِلم، وعلمنّ أولادكنّ؛ ليخرج من يحمل راية الإسلام، وتذكرنّ أن الأم هي من تصنع الأمة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة