للصبر أصول

|

للصبر أصول

تشوش لدينا مفهوم الصبر حتى بتنا ننعت أي إذعان لظلم أو لقهر أو لهوان -يمكن الفكاك منه- صبراً.
لم يقف الأمر هنا وحسب؛ بل لعل هذا الإذعان فتح على صاحبه أبواب سيئات وذنوب لا حصر لها؛ لكنه مقتنع أنه صابر يؤجر على صبره.

مثلاً:
رجل لا يصلي ولا يخشى الله؛ ثم تعيش زوجته مداھنة له وتقول أصبر.
زوجة يطلقھا زوجها ٤ مرات وتقول أصبر.
رجل يسب لفظ الجلالة وتقول زوجته أصبر.
امرأة زوجها سيء الخلق، عديم المروءة، منزوع الرجولة، صبرت عليه وعاملت الله عز وجل فيه، توددت إليه بكل ما استطاعت، ولم يتغير؛ بل ازداد سوء، فبدأت الزوجة بالضجر والتململ من هذه الحياة، فأصبحت تغتابه وتتمرد عليه وتسبه. وتخرج بدون إذنه؛ بل لعل الأمر تطور إلى ضربه مثلاً، رداً على أذيته. ثم إن سألتها: وما يجبرك على هذه الحياة؟
ترد بدون ذرة تردد: أصبر عليه لعل الله عز وجل يدخلني الجنة.

أي صبر هذا يا أختي؟! هل أفعالك تلك تثابي عليها؟!

الصبر هو أن تتحملي ظلمه وتتقي الله عز وجل فيه، رافعة شعار (صحيفته يملأها بما شاء وأنا أملأ صحيفتي بما شئت).
غير ذلك؛ فأنت توردي نفسك المهالك. وقد جعل الله عز وجل لك مخارج؛ فلا تلقي بنفسك إلى التهلكة.

ومثلاً:
موظف مديره ظالم ومتجبر ويتعامل بالحرام ويفسد، يحمله على أن يُسيّر أعماله بطرق تغضب الله عز وجل، ولا يملك من أمره شيء وليس له سلطة على المدير، ويقول أصبر.

لا تصبر على وضع منكر إلا إن كان يؤدي في حالة ترتب على تركنا مفسدة أعظم مؤكدة، وليست هذه الحال العام، فمن يتق الله يجعل له مخرجاً.

الصبر مرتبة عظيمة جداً من مراتب الدين، تحتاج إيمان ويقين فيما عند الله عز وجل وحسن توكل عليه سبحانه والرضا بقضائه.

الصبر مرتبة جليلة لا تقوم إلا بطاعة الله عز وجل، ولا توجه الإنسان إلا لطاعة الله عز وجل وتقواه ومراقبته، وغير ذلك هو من تلبيس الشيطان على الناس.

الصبر يجلب العزة والإباء لصاحبه؛ لا الدعة والهوان والذل.

فليتأمل كل مسلم حاله، ويحدد: هل هو صابر أم متخاذل؟ وهل عاقبة ما يحسبه صبراً تزيد من حسناته أم من سيئاته؟

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة