معنى الحياة

|

معنى الحياة

في الغرب حيث التشتت والضياع، وانعدام الوجهة وتعطّل البوصلة؛ فمن الطبيعي أن يشعروا بالتيه، وبعدم الفائدة. حتى إن رأيت الواحد منهم مبحر في العلوم الدنيوية، أو يملك مال قارون؛ ترى على وجهِه سحنة بؤس، وفي عقله اضطراب الأفكار، وقلبه سِجن مظلم.

لكن العجب أن ترى ذلك من أبناء المسلمين! مؤسف أن ترى من يملك النبع الأصل، {ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمُتقين}؛ فيتركه مكتفياً بلوثة الطين.

لكن من البداهة بمكان، حين يقتني أحد ما بداعي الثقافة، كتب للفلسفة اليونانية والسفسطة الإغريقية، ويقرأ ما تحويه من دَجل؛ فتتسرب دنس الأفكار لعقله الطاهر فتلطخه.
وأفلام الأنمي أيضاً ليست ببعيدة هي الأخرى. ستجد عبارات كثيرة كلها تصب بـ (هذا الكون ليس له إله) إذاً هو ليس إلا محض تسلية وملء فراغ!

يواجهون عقيدتك. قطرات الماء الصغيرة؛ تكرارها يثقب الحجر. تجد نفسك بعد فترة طالت أو قصرت؛ تتخبط في أفكارٍ عن جدوى الحياة ومعناها، وربما تصل لأفكار الانتحار!
إذا سألت من تراوده هذه الأسئلة: هل قرأت القرآن بتدبر؟ يمطّ شفتيه: الصراحة، لا، فأنا مثقف وأقرأ للكاتب الإيطالي فلان وللكاتبة الأمريكية فلانة، وأتابع أفلام ثقافية لهوليود!

واعجباه!
قراءة القرآن ليس ثقافة ولا رفاهية؛ بل الآن {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. {وماخلقتُ الإنسَ والجن إلا ليعبدون}؛ أنت هنا لعبادة الله عز وجل. {إني جاعل في الأرض خليفة}؛ أنت خليفة الله في الأرض.

لكن موت من أحب يؤلمني!
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
(كلّ نفس): كل صديق وقريب، (توفّون أجوركم يوم القيامة): إذاً هذه الدنيا ليست دار الجزاء ولا العقاب أصلاً.
الفوز أن تدخل الجنة، وياله من نعيم ويالك من محظوظ. تذكر، ليست الدنيا دار قرار؛ إنما جسر العبور  للآخرة. جميعنا سنموت؛ لأن اختبارنا انتهى.

لكنّني متعب!
{لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
أخبرنا الله أن المؤمن لا ينفك عن التعب والمشقّة الجسدية؛ لكن إذا أصلحت قلبك لن يضرك رهق الدنيا في الخارج. كما قال ابن تيمية: (إنَّ جَنَّتي وبُستاني في صَدري، أين رُحت: فَجَنَّتي مَعي ولا تُفارِقُني، إنَّ حَبسي خلوةٌ، وإخراجي مِن بلدي سياحةٌ، وقتلي شهادة).

كما كُنت تبحث عن كتب هنا وهناك بلا فائدة؛ أنت مسؤول عن هدايتك.

خلِّ وحلِّ
اعمل على تخلية قلبك وروحك من كل ما يفسده وما كنت تتابعه، واعمل على تحليته بكل ما يفيدك وكل ما يرضي الله. اسأل وابحث عمّا يفيدك عن الشبهات في قلبك، وستُنتزع انتزاعاً بإذن الله. أحِط نفسك بصحبة صالحة، وإن لم تتوفر حولك؛ فلعلك تجدها على الإنترنت مثلاً في برامج إلكترونية. ابحث عن سلاسل لشيوخ وابنِ نفسك عقدياً وإيمانياً.

ودِّع نفسك القديمة الملولة المُتحسرة، وكُن مؤمناً قوياً عزيزاً بدينه، ينظر للدنيا بطرف عينه، وقلبه معلق بالآخرة. أكثِر من الدعاء بالهداية والثبات، واجعل من قيام الليل لكَ نصيباً.

خِتاماً، أسأل الله العظيم أن ينير قلبك، ويحفّك بالصالحين، ويجعلك من عباده المصلحين.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة