لذلك اعتنقت الإسلام!

|

لذلك اعتنقت الإسلام!

لو تأملنا في مسار سعي الإنسان في الدنيا، لوجدنا أن وسيلة اليوم ما كانت إلا غاية الأمس، وغاية اليوم ما هي إلا وسيلة الغد.

انظر إلى الطالب مثلاً؛ غايته النجاح، ثم حين يتخرج يكون غايته العمل والكسب ووسيلته الشهادة التي حققها بالنجاح، وغداً تلك الغاية تكون وسيلة للزواج وإقامة أسرة وهكذا حتى يرتطم بصخرة النهاية الدنيوية، فيجد أن الفراغ يلفه، ويعجب متسائلاً: ألهذا خلقت؟!

وهذا السؤال بالفعل كان سبب دخول الكثير إلى الإسلام، حين يرتطمون بتلك الصخرة، صخرة تحقق كل الأمنيات والشهوات والغايات، يدركون مدى حقارة ورخص الدنيا، وتبدأ الأسئلة الوجودية في الطفو على سطح الواقع: أيعقل أن هذا الخلق البديع للإنسان وكل ما حوله خُلِق؛ ليعمل ويكسب المال والشهرة ويشبع الشهوة وفقط؟!

أجمع الكثير منهم أن هذا السؤال وما يشابهه كانوا بوابة دخولهم للإسلام، فلم يجدوا الإجابات الحقيقية إلا في ديننا، وأنهم يغبطون المسلمين على هذه النعمة؛ لأنهم يعرفون لماذا خلقوا ومن أين أتوا وإيلام سيصلوا، يعرفون ما بعد الموت، وليس هذا فحسب؛ بل دينهم لم يترك ثغرة في حياتهم لم يرشدهم فيها حتى قال أحدهم: “حتى أمر الخلاء لم يتركه”.

ثم بعد أن يرفرف قلبك فرحاً وقد وصل من الفرح عنان السماء، حين تعلم أن الله عز وجل امتن عليهم بالهداية وأنه سبحانه وبحمده أنقذهم من النار بأن هداهم للإسلام؛ لا تلبث حتى يهوي قلبك لسابع أرض ألماً وحزناً؛ لحالنا نحن، وللغفلة المميتة التي نعيشها.

تقلب عينيك يميناً وشمالاً؛ فلا تجد إلا السعي خلف الدنيا واقعاً، نسينا أمر الآخرة التي لا فكاك منها ولا فيها، نُطحَن بين حجري الغفلة وطول الأمل كما يطحن القمح بين حجري الرحى، غفلة عن الآخرة الباقية وطول أمل في دنيا قصيرة فانية.

فالدنيا هي المركز الذي يدور الجميع حوله في حلقات مفرغة، لا نتعظ بالموت ولا بالحوادث ولا بأحوال السابقين ولا بالتاريخ، حتى تحقق فينا قول القائل: (من لم يعتبر بغيره أصبح هو العبرة).

نتجاهل الوحي وياضيعة الأعمار بعيداً عن الوحي؛ فلا استطعنا إصلاح دنيا، ولا التفتنا لآخرة.
لكن لا بأس، طالما ما زالت الروح في الجسد، وما زال الله عز وجل يتفضل علينا بنعمة الإمهال، يمكننا الاستدراك.

اعزم وتوكل على الله عز وجل كما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فإذا عزمت فتوكل على الله}، ذكر نفسك أنه لم يعد هناك متسع من الوقت ليضيع في زحام الدنيا والافتتان بها والغفلة عن الآخرة، اجعل شعار ما بقي لك {وعجلت إليك رب لترضى}، فثم الفلاح الذي ما بعده إلا الخسران.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة