إن الله يحب أن يُحمد

|

إن الله يحب أن يُحمد

إذا راقبت الأجداد ستلاحظ الرّضا على نعم الله، عندما يشربون في رابعة النهار ماءً بارداً تلهج قلوبهم وألسنتهم بالحمد: لك الحمد يا ربي اللهم لا تحرمنا شربة من نهر الكوثر من يدي حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يتأمل كأس الماء ويقلبها يُمنة ويسرة، مراقباً قطرات الماء التي تسابق بعضها على الوجه الخارجي للكأس الذي يكسوه الضباب.

عند أول خطوة يدخلون فيها البيت ويحصل تمايز بين قيظ الخارج ورطوبة المنزل: يا رب أجرنا من عذاب جهنم. عند أول لقمة بعد صيام وجوع طويل: الحمد لله على نعمة الصحة “خبزة وبصلة أحسن من لحمة وأنا مريض”. عندما يشاهد أحفاده يلعبون: يا رب أدم المودة وألّف بين قلوبهم.

نحن بحاجة لإعادة تفعيل الحمد؛ فهو ليس حكراً على كبار السن أو الملتزمين!

جميعنا عباد الله، مغمورون بالنعم التي لا نستطيع إحصاءها، وليس علينا أن ننتظر حتى نفقدها لنستذكرها ونعيش على أنقاضها وأطلالها.

{لئن شكرتم لأزيدنكم}

{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}   قال السعدي: إن الله لا يغير ما بقوم من النعمة والإحسان ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها.. وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة.

-هامش لا يُقصد أن كبار السن هم مدركو النعم والجيل الشاب متسخط دائماً، ليس بالضرورة؛ فالإيمان والتقى ليس حكراً على أحد أو جيل أو جنس دون الآخر. فكم من شاب وشابة يربطون على قلوبهم وسط الفتن، ويخافون على إيمانهم من الفتن، مسلمين الله أمورهم.

لكن نَصِف هُنا من هَرِم وبقي على فطرته وإيمانه ولم تلوث قناعاته والتزامه بهجمات الإلحاد ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن ترساً في عجلة الرأسمالية؛ فقنع بالقليل ورضي عن عطاء ربه فرضي الله عنه.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة