إلى طلّاب العلم خاصة -في الثانوية أو الجامعة- ولكل المسلمين عامة

|

إلى طلّاب العلم خاصة -في الثانوية أو الجامعة- ولكل المسلمين عامة

يا طالباً للعلم قد اجتهد، وشمر عن ساعديه وسعى ما قصّر، سددك الله وأخلص قصدك ورضي عنك الله وأرضاك يا أخا الإسلام.
اسمح لي أن أهمس لقلبك عبرة، وأية عبرة؛ ما أقساها!
لا بد أنك في اجتهاد واستشعار لمعنى الامتحان وحقيقته ومآله؛ ولكن أريدك أن تنظر بعين شاملة، للحياة الكاملة، للاختبار الكامل.
بالله عليك، أما لو كانت حياتنا مستشعرة بصدق أننا في امتحان حقيقي والحساب عسير والخلود فيه محتم؛ أكانت هكذا حياتنا؟
انظر وقلب نظرك.
أضحت حياة الكثير تافهة، فارغة، دون معانٍ جليلة. غابت عنا الغاية من وجودنا في هذه الأرض.
خذها مني إني والله لك ناصح أمين. قال ربنا الخالق: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، لا تنسى الغاية الكبرى والهدف الأعظم.

استذكر دائمًا أننا لسنا أبناء الدنيا، أنت لم تخلق لهذه الأرض، والله أنت منها مرتحل؛ ولكن خلقنا امتحانًا وسينقضي عنا دون إذن؛ ولكن بغتة.

يا الله ارحم حالنا، تب علينا واهدنا يا رب.
 
ترى طالب المدرسة أو الجامعة يجتهد في دراسته، هذا ليس بالمعيب أبدًا؛ لكننا في سياق المقارنة، والحجة معه حاضرة، وأقوال الحكماء فيها متكاثرة!

يا أخي أيام وتنتهي معاناة الطلب لتزدهر حياتك وتستقر، مع أن النتيجة ليست محتمة! وكذا أمدها ليس بالسرمدي؛ أعن ستين سنة تزيد؟ بل هي دونها بكثير.
أتركك دون عتاب، وانسحب هكذا من غير إكمال. يكفي طرقة لقلب عاقل، همس من محب مشفق.

الحياة ميدان لإثبات إيمانك؛ فلا تنس الغاية العظمى، ولا تنس من أنت، ولا تنس الله العظيم الجليل الهادي. اقتحم و كن حقًا ما وصفه الله فيك في كتابه الكريم: {إني جاعل في الأرض خليفة}. اقتحم لأجلك أنت أولًا ولأمتك أخيرًا، والبشرى لك؛ فإن امتحان العبادة يفوز به كل من صدق وأخلص واجتهد بعلم و بصيرة؛ فالله رحيم جليل، وتالله لمقدار سوط لك في الجنة خير من الدنيا وما فيها، كما في الحديث عن رسول الله ﷺ، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة