إعلاء كلمة الله ونصرة دينه؛ هذا المراد الذي ينبغي أن يكون في حاضرة كل فتاة وامرأة مسلمة مهما كان عمرها.
هو مراد ليس كأي مراد، مرادٌ شريفٌ لا يُعان عليه إلا صادق، وإن لم تتوفر له الأسباب يسرها الله له من حيث لا يدري. من سعى إلى الله بإخلاص وفقه الله وأعانه وسدد خطاه، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ راغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ”.
قد يكون في ابن صالح أصابته دعوة أم لبيبة كدعوة امرأة عمران لبنتها؛ فأعلى الله ذكرها وذكر ابنتها بل وحفيدها (عيسى عليه السلام)، وامتد الخير وطاب فشمل آل عمران أجمعين بالفضل، واصطفاهم الله على العالمين أجمعين، وجعل منهم الأنبياء والصالحين، وامتد ذكرهم وأثرهم إلى آخر الأزمان. سبحان الله! بسبب صدق امرأة صالحة في دعائها؛ اصطفى الله أهلها أجمعين، يال فضل وكرم ومنة العليّ القدير.
وأنتِ، ألا تطمعين في فضل الله كما طمعت امرأة عمران فنالت ونال أهلها أجمعين؟ ألا تطمعين أن يكون لكِ أولاد؛ يُعزّ بهم الإسلام والمسلمون، يُعلي الله بهم كلمته، ويرفع بهم راية الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ والله إنه لاصطفاء، فبخٍ بخ لمن وعى فسعى بدعوة صادقة، بكلمة طيبة، بعمل صالح أوقد همة وأشعل قلباً تواقاً.
لا يضيع الله من أراد نصرته وعزته، وربَّ كلمة خرجت من قلب صادق مخلص محب لله ولدينه؛ فكانت أكثر قوة وأشد أثراً من نفسها إن قيلت من قلب أثقلته أمراض القلوب من حسد وبغض وكره وغيرها. فقلبك قلبك، اعتنِ بنقائه وصفاءه، اجعليه قلباً تواقاً متقداً بحب الله ودينه دائماً؛ فرب كلمة منك خرجت أوقدت عزيمة وهمة وحسنات جاريات تعلي مقامك عند رب البريات.