علماء الإسلام

|

علماء الإسلام

في العصور الوسطى حينما كان الغرب في الرجعية والتخلف؛ كان المسلمون في تطور كبير، فسُمي عصرهم بالعصور المظلمة عند الغرب، والعصور الذهبية عند المُسلمون.
لكن هيهات اليوم كيف أصبحنا نستورد العلم والتكنولوجيا من الغرب، طبعًا هذا بسبب بعدنا عن الدين وعدم الالتزام به، وبسببه تم سرقة العلوم الأساسية للمسلمين وهي أكبر كنز لهم في ذاك الحين، وتم استعمارهم واحتلال بلاد الإسلام.

لا أستطيع حصر العلماء المسلمين لكثرتهم، لكن سأتحدث عن المنسيين في التاريخ، حتى أنه من الممكن أنك لم تسمع بِهم؛ لكن لهم تأثير كبير جدًا اليوم في العلم بشكل عام.

1- أبو القاسم خلف ابن عباس الزهراوي:

هو أحد علماء الجراحة، وصفه الناس في تلك الفترة بِأب الجراحة، وهو عالم مسلم عربي عاش في الأندلس، وهو من أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الأسلامي.
هو أول من مارس التخييط الداخلي الجراحي. وهو من اكتشف الخياطة بأمعاء القطط لأنها تذوب وتتلاشى. وهو  من ابتكر  آلات جراحية مثل: الملقاط والمشرط. وابتكر طريقة لوقف النزيف وربط الشرايين. كما ابتكر طريقة لإزالة الدم من الجروح الغائرة “دماء فاسدة” وابتكر أداة لإزالتها.
لديه كتاب جدًا مهم، بثلاثين مجلد أو باب، وهو “التصريف لِمن عجز عن التأليف”، ويُعد مرجعًا للآن حتى في الطب الغربي؛ لأنه أول من بدأ بهذا الشيء. يُعد الكتاب موسوعة طبية مرجعية مهمة جدًا، لأنه شرح أدوات الجراحة والصيدلة، وأدوات وأشكال الأدوات. الكتاب مكون من 1500 صفحة، وبعض أدواته ما زالت تستخدم لليوم.
هو أول من وصف عملية” القصطرة”. وقام بعملية صعبة جدًا وهي “شق القصبة الهوائية”؛ حتى أن الرازي وابن سينا رفضوا إجراء هذه العملية لصعوبتها. وابتكر أدوات لانسداد مجرى البول لدى الأطفال.

2- أبو العز ابن إسماعيل “الجزري”:

من أعظم المخترعين، والمُهندسين، والميكانيكيين على مر التاريخ، وهو عالم مسلم بديع زمانه .
ابتكر عمل ميكانيكي، لتحويل الحركة الدائرية إلى حركة خطية، وهو أول من ابتكر آلة لرفع الأوزان الثقيلة، ومضخات الماء، وتوسع استخدامه للدراجات الهوائية، والمحركات. وهو أول من صنع ساعة ميكانيكية تحسب الوقت بشكل دقيق.

3- ابن يونس الصدفي:

عمل كعالم فلك للدولة الفاطمية “العبيدية” لمدة 26 سنة، أسسوا له مرصد قرب الفسطاط، قبل ناسا وغيرها، في عهد الحاكم بأمر الله أتم سلسلة جداول فلكية، وأسماها “الزيج الحاكمي” معناه الجداول الفلكية الحاكمية، وهو مرجع فلكي رياضي للجداول الفلكية إلى الآن.
حسب كسوف الشمس، وخسوف القمر، وتقديرًا له وضعوا اسمه على جزء من جزئيات القمر. برع في علم المثلثات، وتأصيل الرياضيات، وتوصل لحل بعض مسأل علم المثلثات. حول حسابات الضرب إلى جمع، وبذلك سهل الأرقام الطويلة والمعقدة. وقد سبق قاليليو في اكتشاف البندول.

4- أبو القسم إبراهيم محمد الكرخي:

هو رحالة، ومن رواد علماء البلدان، وهو مؤلف كتاب “صور الأقاليم”، وكتاب “مسالك الممالك”، اشتهر في حياته أنهُ من أصحاب الدين والورع، والعدل والإنصاف، واعتمد في حياته على الأمور الدينية والعلمية، وهو أول جغرافي مسلم عربي صنف في علم البلدان، رسم خريطة من أفضل الخرائط في ذاك الزمان “من الوقت، وتحديد البلدان، والمسافات “.
قدم نظرياته في علم الأنوار “فرع من فروع علم الفلك”. ودرس المد والجزر.
لديه كتب ومؤلفات كثيرة؛ لكنها اختفت وبقي اثنان فقط. وكتبه هي من المراجع المهمة في الجغرافيا، فهو قسم الأرض، وذكر في كل العشرين إقليم ما تحتويه من المدن، حتى قام المستشرق” بيخويا” بطبع هذا الكتاب، وطبعًا تم إعادة طبعة في جميع أنحاء العالم.

5- ابن أبو العباس “ابن أبي اصيبعة”:

من العلماء الكِبار في الطب، أول من أسس مستشفى في التاريخ الإسلامي، في زمن الأيوبيين ذهب للقاهرة ومارس فيها الكحالة “طب العلوم”، واشتهر له كتاب اسمه “علوم الأنباء في طبقات الأطباء”، شرح فيه مجموعة كبيرة من العلوم الطبية والفريدة ليستفاد منها علماء الطب إلى الوقت الحالي.
ذكر في كتابه طبقات الأطباء على مر التاريخ، سواءً الرومان أو من العرب وغيرهم. وكان له هوايات أخرى فكان شاعرًا وأديبًا.

لو بحثنا عن العلماء في أي مكان من مواقع التواصل الاجتماعي؛ سنجد علماء المسلمين الذين أسسوا واخترعوا كثيرًا من علوم هذا العصر.
إن هؤلاء هم الذين لم يسمع أحدًا بهم تقريبًا؛ ولكن يوجد كم هائل ممن اندثر علمهم واختفى أثرهم لم يصلوا إلينا لأسباب مختلفة، أبرزها حرق المكاتب أو سرقة الكتب أو ضياعها، أو عدم نسخها وطباعتها.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة