يوم زواجك؛ اختبار الله لكِ

|

يوم زواجك؛ اختبار الله لكِ

اقترب اليوم المنشود، وابنة الإسلام ستزف عروسًا عمّا قريب. لقد أتمت جميع تجهيزاتها لزواجها، البيت تمّ، الملابس تمّت، الفستان الأبيض المنفوش تمّ، حجزت صالون تسريح الشعر وتزيين الوجه، قاعة الزفاف تمّت، كتبت قائمة الأغاني، دعت من تريد حضورهم -ومن لا تريد اضطرارًا-. خططت وجهزت؛ هذا يوم العمر.

ومع أنها تعرف يقينًا أنّ ما فعلته وستفعله لا يُرضي الله؛ لكن تتحجج هي وذويها وخطيبها بأنّ هذا دأب الناس وعادتهم، ومجرد التفكير بتجاوز هذا ممنوع. وقد لمست هذا ممن ينسبن أنفسهنّ للاستقامة!

ألا فاعلمي يا أمة الله، أنّ اختبارك في إرضاء الله وتقديم أمره يكون في هذه الأيام؛ أتعصين الله لأجل هوى وعرف، أم تطيعين الله تاركةً خلفك عاداتٍ باليةٍ لا يرضاها الله؟

لقد تجاوزت الأفراح حدّها، وغلبت عليها المعصية، إسرافٌ وتبرّجٌ ومعازفٌ شيطانيةٌ وغيرها مما لا يحبّه الله ولا يرضاه.

رزقكن الرزّاق بأزواجٍ وألّف بين قلوبكم، هيّأ لكم بيوتًا تؤويكم، رزقكم ما مكّنكم من التجهُّز لزواجكم، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة؛ ثمّ تبارزونه بالمعاصي وتكفرون نعمته عليكم! فالمعصية حال النعمة هو من كفرانها، قال ابن القيم -رحمه الله-: (إقامة الأغاني عند حصول النعمة من كفرانها).

ثم بعدها تشتكون تغيّر الحال، وتقلّب الودّ، وقلّة البركة في الزّوج والرزق والعيال!

أيا إماء الله، تحرّرن من قيود العرف والجهالة، وتخفّفن من عبءِ “يوم العمر”، ولا تعسّرن الأمر على أنفسكنّ وعلى الرّجال. فإنه لمن سوء ما وصلنا له أنّ تكاليف الزّواج صارت بمئات الآلاف، وليت شعري لو أنّها كانت مرضاةً لله؛ بل معظمها تُسخِطُ الله على فاعليها وتنزع البركة من الرزق.

لا تأخذكنّ غلبة الشر، ودعاة الجهالة؛ للمعصية، لا تكُنَّ من إخوان الشياطين -المبذرين- حين تصرفن المال في حرام. لا تستمتن في لحاقهم والسير على خطواتهم، لا تجعلن مدار حياتكنّ -حتى في خير أيامها- اتّباعًا لمن يعصي الله؛ لأجل شهوة ساعاتٍ قد تكون آخر ساعاتٍ في حياة الواحدة! غدًا، من اتُّبِعَ سيبرأ ممن اتّبع، وستكون الندامة هي ما بقي للمُتَّبِع، وهذا مصداقُ ما قال لنا ربُّنا المستوي على عرشه

﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

لعمري ما الزفاف بالرقص والغناء المحرّم وضرب الطبول وغيرها من المعازف؛ إنّما بما أُحلَّ لنا، وهو ضرب الدّف، وهذا فيما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم: “فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح” رواه أحمد والنسائي والترمذي، ولا يكون الفرح بغير هذا؛ إذ كيف يكون فرحٌ في معصية؟ وكيف تكون سعادةٌ في سخط الله؟
بل إن الفرح تمام الفرح، هو اجتماع زوجين مسلمين في بيتٍ يحكمه الإسلام، ويولد منه مسلمون ومسلمات يعملون بأمر الله. مجرّد انتصار اثنين واجتماعهم في ظل هذه الفتن الأخّاذة؛ هو فرح.

فاسعتنّ بالله ولا تعجزن، واسألن الله السداد في الأمر والعزيمة على الرشد، ودعنَ عنكنّ ما فعلته فلانة وعلانة وما تريده والدتي ووالدة خطيبي، عليكنّ بما يرضي الله حتى وإن أسخط الناس، فالمهم هو رضى الله، المهم إنفاذ أمر الله والتّقيُّد بشرعه. قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: (على أهل العُرْس أن يكون اجتماعُهم وحفلُهم متقيدًا بالشريعة).

ويا عباد الله، انتهوا خيرًا لكم، والله ما هذه العادات إلا مجلبةً لسخط الله، وما هي إلا مثقلةً لكاهلكم، ومؤخرةً لزواجكم، ففي جوابٍ على موقع إسلام ويب، أحسن المجيب حين قال: (إن إقامة الأعراس بهذه الصورة تدعو إلى عزوف كثير من الناس عن الإقدام إلى الزواج بحجة أنهم لا يستطيعون فعل عرس على هذا النحو، وبالتالي تنتشر العنوسة بين شباب المسلمين، ولا يخفى ما في هذا من الفساد المؤدي إلى ارتكاب المحرمات).

يا عباد الله، أنتم من يملك زمام الأمور؛ فاتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، والزموا شرع الله وتحرّوا سنة نبيه.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة