حسن الخلق

|

حسن الخلق

من الأعمال السهلة اليسيرة لكنها عظيمة الأجر وممتدة الأثر، وترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات بالدنيا والآخرة؛ هي حسن الخلق، وقد بعث الله نبيه هادياً ومبشراً ونذيراً، وليتمم مكارم الأخلاق.

قال الرسول ﷺ: “ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ” صحيح.

أيصعب على الإنسان أن يكون خلقه حسناً مع الناس، فإذا رأى أخاه المسلم تبسم له، وإذا رأى منكسراً واساه، وإذا احتاجه أحداً ساعده؟ أيصعب أن يكون بشوش الوجه في تعامله مع من حوله، سهلاً من غير تكلف ولا تصنع؟

وحُسن الخُلُق أثره يبقى بقلوب الناس حتى إذا ذهب الإنسان لم يذهب الأثر الذي تركه.

وقد قيل من أراد أن يدعو إلى الله فليدعو بأخلاقه، لأنَّ الناس بطبيعتها تميل للشخص السمح الذي إذا نصح لم يفضح، وإذا تعامل مع من حوله تعامل بإحسان، تميل له وتتطبع بطباعه، ويبدأ بتغيير نفسه لمّا يرى أخلاقه الحسنة.
وقد ذُكر في رياض الصالحين، باب حسن الخلق، يقول أبو بكر بن المطوعي: (اختلفتُ -يعني ترددت- إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل اثنتي عشرة سنة، وهو يقرأ المسند على أولاده، فما كتبت عنه حديثًا واحدًا! إنما كنت أنظر إلى هديهِ وأخلاقِه).

وعلى عكس ذالك تنفر البشر ممن هوَ سيء الخلق فظ غليظ. وكما قال سبحانه للرسول ﷺ بكتابه الكريم: ﴿وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ﴾.

فعلى الإنسان التخلق بأخلاق الأنبياء والاقتداء بهم، وقد كان أحسن الناس خلقًا وأكثرهم رحمة وعفوًا وصفحًا عن الناس نبينا محمد ﷺ وقد ذكر الله ذلك في القرآن الكريم فقال ﷻ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ﴾.

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في مدارج السالكين: (أدب المرء: عنوان سعادته وفلاحِه، وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبوارِه، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استُجلب حرمانهما بمثل قلة  الأدب).

والأخلاق لها بالإسلام أهمية عظيمة، فقد جاء بالحديث: “ليس المؤمنُ بالطعَّانِ ولا باللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ” صحيح. وفي ذلك تحذير ليجتنبها بأنَّ ليسَ من أخلاق المؤمن الطعن ولا لعن الناس، ولا الذي يكون فاحش في فعله وقوله، ولا بذيء اللسان، من لا حياء له، كلها ليست من أخلاقنا؛ لذا فلنحرص على التحلي بالأخلاق الحميدة، وتجنب الأخلاق السيئة الرديئة.

ويكفي بأن يردعنا من الخلق السيء والكلام الفاحش قول رسولنا الكريم ﷺ: “من أُعطِيَ حظَّه من الرِّفقِ فقد أُعطِيَ حظَّه من الخيرِ ومن حُرِمَ حظُّه من الرِّفقِ ؛ فقد حُرِمَ حظُّه من الخيرِ . أثقلٌ شيءٍ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ حُسنُ الخُلُقِ ، وإنَّ اللهَ لَيبغضُ الفاحشَ البذِيءَ”. “وإنَّ الله ليبغض الفاحش البذيء”، أولا تكفينا هذه رادعاً؟

وقال ﷺ: “أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حَسُن خلقه” إسناده صحيح.

فليحرص الإنسان على حفظ جوارحه، ومنها اللسان فإنَّ الكلمة إذا لم تخرج من الفم فالإنسان مالكها، وإذا خرجت كان أسيرَها. وهذه الكلمة قد لا يلقي لها الإنسان بالاً؛ لكنها تُلقي به في نار جهنم والعياذ بالله.

“إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ”

رواه البخاري

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة