اختلاط أم ارتباط!

|

قد منع الإسلام الاختلاط بين الرجال والنساء، وجعل بينهم حدوداً لا يتعدونها مهما كانت الأسباب. وفي العهد النبوي والرعيل الأول؛ كان الرجل لا يرى المرأة؛ وذلك لأنها متحجبة متسترة عن عيونهم. وكان الحديث يدور بينهم؛ ولكن من وراء حجاب.

مقارنة مع حالنا الآن، وقد نهى الله تعالى عن الصداقات المحرمة والمتداولة بين الرجال والنساء، بعكس ما نراه في عصرنا هذا. وقد نصّ الحق سبحانه في محكم كتابه العزيز على ذلك قائلاً: {وَلَا مُتَّخِذَ ٰ⁠تِ أَخۡدَانࣲۚ}. والمقصود في الخطاب القرآني هذا هي المرأة. وكذلك في حق الرجل جاءت نصوص تدل على النهي والتحريم؛ حيث قال الحق سبحانه في محكم كتابه: {وَلَا مُتَّخِذِیۤ أَخۡدَان}.

وهناك مواضعٌ أخرى ذُكِر فيها الحجاب؛ حيث قال الحق سبحانه في محكم كتابه:

{وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ}.

وفي عصرنا هذا، أصبح الاختلاط أمراً عاديًا، حتى أصبح الرجل ينظر للنساء التى ليس لديها صديق رجل على أنها رجعيّة ومتخلفة، وأنها بدون ارتباط بالجنس الآخر، وأنها بدون إقامة الصداقات المحرمة لن تتمكن من الزواج!
وهذا ما أغرتنا به تلك الأفلام، وحقنت بأذهاننا خيال لا يُمكن أن يكون على أرض الواقع. قد أوهموا الفتيات بأنه بدون ارتباط وحُب مُسبق، كما الأفلام والمسلسلات؛ لا يمكن للبنت أن تتزوج وتعيش سعيدة!

وفي نهاية المطاف، الفتاة هي التي ستكون الضحية؛ ولكن ليس لها الحق أن تتكلم، أو تبكي أو تشتكي لأحد حتى؛ لأنها خانت الله ورسوله بعدم امتثالها للأوامر والنواهي التي نص عليها الكتاب والسُنّة.

كيف ترضى الفتاة بصداقه نهى عنها الله ورسوله، وتريد لقصتها أن تنتهي بزواج وسعادة سرمديّة؟
يأتيها ذلك الطرف المفتون، فيُغريها  بإحدى الوسائل الإغرائيّة، بكلمة، بإعجاب، بملصق، بضحكة، بمتابعة، بتعليق….، وهكذا خطوات الشيطان تبدأ؛ حتى تنتهي بدمار الطرفين نفسيًا، جسديًا، وفكريًا، واستنزاف للطاقة والمشاعر. قال الحق سبحانه في محكم كتابه: {وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینٌ}، كيف له أن ينهانا عن شيء وهو خير لنا؟

وقد شاعت بعض العادات الحديثة بين الخطيب ومخطوبته؛ حيث انتشرت التجاوزات، وكلام الحب، ومرادفات أخرى تندرج تحت تلك المسميات، حتى تصل إلى أبعد حد، إلى حد الملامسة غير الشرعية وهم لا يوجد بينهم ميثاق الزواج بعد، وهي ليست في بيته وتحت عِصمته.

وهناك عادات أخرى، وهي من المقدمات التي تؤدي إلى مداخل الشيطان، وهي كذلك منهيًٌ عنها؛ لأنه من عمل النصارى وعاداتهم، وهي غير صحيحة مثل: التلامس وتلبيس الخواتم.

وما الخطوبة إلا وعدٌ بالزواج؛ فيا عزيزتي لا ترخصي نفسك بتلك المُغريات والأوهام؛ فأنتِ درّةٌ غالية ولؤلؤة ثمينة، لا تكوني سهلة، لأجلك ولأجل قرع باب أهلك بالحلال تُقام الحروب.
والذي عليكِ أنتِ: الصبر، وإغلاق كل باب يؤدي إلى شيء لا يرضاه الله ورسوله عنكِ؛ وإن كان بسيط.

ستر الله نساء المسلمين وحفظهنّ.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة