لا تظلم زوجتك

|

لا تظلم زوجتك

لن يهنأ براحة ولن يشعر بسكينة ولن ينعم برضا؛ من أطلق عين العيوب وأغمض عين المزايا، ذاك الذي لا يرى في زوجته إلا عيوبها، ولا ينظر إلا إلى سلبياتها، ولا يركز إلا على أخطائها.

تلك مصيبة تُمحِي كل مودة وسكن، وتزيد الجفاء والنفور، وتمحق الألفة والحب. ألّا ترى الحسنات وألّا تقدر الجهد الذي يُبذَل لأجلك؛ فتكون النتيجة أن تراها كتلة من العيوب تسير على الأرض، ولربما أصلاً كانت عيوبها لا تتعدى خصلة أو خصلتين، في مقابل كثير مميزات؛ لكن التركيز على شيء يضخمه في عينك حتى يحتل الصورة كلها فلا ترى غيره.

كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:

وعين الرضا عن كل عيب كليلــــــــــــــة
ولكن عين السُخط تبدي المساويا

وأفظع من ذلك حين يبدأ الزوج بالمقارنة بين زوجته وأي امرأة أخرى، حتى لو كان بينه وبين نفسه، وتلك لعبة الشيطان ونزغه، فيرى هذه أجمل، وتلك أشطر، وأخرى أنظف، ورابعة أذكى…
وهذا يقتل السكينة قتلاً؛ فكل ذلك يعتمل في نفسك فيفيض على تصرفاتك فنصل لنفس النتيجة، انتقادات طوال الوقت، وعدم رضا، وسخط وغيره.

تستمر الحالة حتى تبدأ في احتقار ما تفعله المسكينة وتقدمه، حتى وإن كانت تبذل قصارى جهدها فلن تشعر بذلك ولن تستطيع تقدير سعيها لأجل إرضائك. وهنا يتحول البيت لجحيم لا يطاق، لن تفارقه الخلافات والمشاكل، فعلاقة لا يحترم كل طرف فيها الطرف الآخر ولا يقدّر صنيعه، ولا يراعي جهده، ولا يتغافل عن زلاته، ولا يغفر بعض تقصيره، ولا يقدم إحساناً قبل أن يطالب به، هي علاقة سقيمة، توشك أن تموت وتدفن.

ونفس الحال بالنسبة للمرأة حين تحتقر جهد زوجها ومقدرته وما يفعله لأجل أسرته، وحين تتطلع لغير زوجها وتبدأ بالمقارنة بينهما، تلك المقارنة التي ما نزلت بيت إلا فرت السكينة منه. لذلك وجهنا الشرع الحكيم في غير موضع ألا نمد أعيننا ولا نتطلع لغيرنا ولما عنده.

الخلاصة، لا ريب أن لكل شخص عيوب ومزايا، سيئات وحسنات. وحين تجمعك علاقة بشخص لا يشترط أن تتقبل عيوبه كمُسَلّمة خاصة إن كان يمكن إصلاحها؛ لكن عليك السعي برفق وإحسان لتغيره، وألا تفقد الأمل في محاولة إصلاحه، وفي خضم هذا السعي، علينا ألا نغفل عن المزايا؛ بل نرصدها جيداً ونقدرها، ونحاول أن نعفو عن هذه بتلك.
‏كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلق رضي منها آخر”.

وهذه هي الحياة، كل يسامح ويمرر من جانبه حتى تكون المحصلة بإذن الله حياة تتغشاها السكينة والرضى والمودة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة