الاستثمار بالنساء

|

الاستثمار بالنساء

قد يجول برأس المرأة السوية التي لم تتشرب أفكار النسوية السامة، الكثير من الأسئلة، ومنها: لم المرأة تعمل وهي ليست مضطرة لتحمل هذه الأعباء؛ فالله جعل لها ولي أمر ليصرف عليها ولا يحوجها لأحد؟

لنبدأ بترتيب الأفكار ولنعلم من أين أتت. أولاً؛ الأفكار قد أتتنا من الغرب حتى دخلت على مجتمعاتنا المسلمة، وهي في ديننا ليسَ لها أي أساس وكلها أفكار فاسدة أتت لتفسد الأسرة المسلمة، الغرب كل ما يهمهم هو الكسب، مجتمع رأسمالي، لذلك، أخرجوا المرأة للعمل، ولا يرون المرأة سوى أنها سلعة.

أوهموها أنها بالعمل تحقق ذاتها وتصبح مستقلة، وهذا كله لأجل مصلحتهم وأموالهم؛ فخرجت لتشتغل بكد، ولا تجني من المال إلا القليل.

تركت أطفالها، وتخلت عن فكرة الزواج كله لأجل الحرية الواهمة، وأي حرية هذه، وهي تعمل من الصباح للمساء، لتصل منهكةً إلى المنزل، وتخرج بكامل زينتها؛ فهم لا يرضون عمل المرأة من غير هذه الشروط، بأن تكون أنيقة؛ فهذا يزيد الاستثمار ويزيد احتياجها لمستحضرات التجميل واللباس الأنيق وغيرها، ويزيد رغبة الرجال تجاهها؛ ليعم الفساد وينتشر.

وعندهم، المرأة بعد سن ١٨ تفعل ما تشاء، حتى أهلها يمكن أن يطردوها من المنزل، ويتخلوا عنها؛ فلا تجد طريق آخر غير العمل؛ فهي مجبورة عليه لتصرف على نفسها، وقد أهان الغرب المرأة كثيراً؛ فهم لا يروها سوى جسد.

أما ديننا؛ فقد كرم النساء وصانها، وجعل لها ولي أمر يرعاها، وقد أمرها بمهمة وهي أن تقر ببيتها وتربي الأجيال، وليست مضطرة للخروج لتعمل وتشتغل وتعاني، فالله جعل هذه المهمة للرجال، وجعل الاهتمام بالبيت والأولاد للمرأة، وكلها مناسبة لها.

فالرجل طبيعة جسده تتحمل ذلك والمرأة طبيعة جسدها وفطرتها تتحمل ذلك؛ بل تريده، وطبيعتها هي أنها بحنيتها والفطرة التي وضعها الله بها تستطيع أن تربي الأولاد وأن تصبر عليهم وترعى شوؤنهم، وفطرتها لا تعارض ذلك؛ بل عندما تعمل دائماً تشعر بتصارع بين فطرتها وبين الأفكار الخبيثة التي أتت من الغرب لتقول لها اعملي.

والمرأة بالغرب لا تظني أنها سعيدة؛ بل هي تعاني، وإني حقاً أشفق عليها؛ فهي ببعض الأحيان تجبر أن تعمل؛ فأبوها وعائلتها لا يتحملون مصاريفها بعد سن معين، ثم أتت الأفكار النسوية حتى زادت الطين بلّة، وجعلتها تكره الزواج وتظن أنه السجن الذي سيحبسها عن كل ما تحبه ويقيد حريتها. ثم تعمل وتعمل وتكذب فطرتها، حتى لو كانت كافرة فهي مثل باقي النساء فطرتها دائماً تدعوها للزواج والاشتياق للأمومة؛ ولكنهن يكذبن هذه الفطرة حتى وصل الحال لبعض نساء المسلمين اليوم والله المستعان.

ومن تقول أنها تريد أن تعمل لتكسب مدخول يومي وتصبح مستقلة حرة، فهي توهم نفسها، فلا تنخدعي بمظاهرهن الخارجية فهن منهزمات من الداخل، فلا يوجد امرأة حية سوية ترضى بأن تختلط بالرجال ولا تراعي الحدود التي وضعها شرعنا، وتتخلى عن فطرتها وعن الزواج والأمومة إلا وهي تعيسة ودائماً تدفع رغبتها بأن تصبح أما وزوجة لتكبر ولا تجد من يساندها كما يحصل مع الغرب، يكبرون بالسن ولا أحد يسأل عنهن ولا يجدن من يقف بجانبهن من أحفاد وأولاد.

فأي حرية هذه التي يزعموها؟ حرية المرأة تكمن بعفافها وصونها لنفسها واحتشامها، وامراة كهذه غالية ثمينة قد عرفت قدر نفسها؛ فلا ترضى بالأمور الدنية، لا ترضى لنفسها بأن تخرج للعمل بغير حاجة إنما فقط لتثبت أنها ليست بحاجة لأحد، إنها لا تسعى لتثبت لأحد؛ لانها تعرف قدرها وأنها ثمينة وجوهرة تحفظ عن الأعين مخافة عليها، وقد فهمت معنى أن ينزل أمر رباني لأجلها فيقول لها: {وقرن في بيوتكن}، وقد رضيت بأمر ربها، وأنه لها ولي يحفظها كان أب أو أخ أو زوج، يصرفون عليها ولا تحتاج للخروج لتكون حرة؛ فالحرة كما أسلفنا بعفافها وامتثالها لأمر ربها.

أما من تخرج متبرجة وكاسية عارية، وتخرج للعمل وتخلت عن حيائها وفطرتها، تزاحم الرجال وتتكلم معهم بغير ضوابط؛ فأين الحرية بذلك؟ بل هو السجن، وكل هذه أوهام وأفكار خبيثة يحاولون أن يدخلوها على مجتمعاتنا المسلمة، ويجب أن نقف بوجه هذا التيار كالسابغات نحمي أنفسنا من هذه الأفكار، ونحمي ديننا وأطفالنا من التأثر بها، والله هو الحافظ والموفق.

وبالنهاية، أذكر نفسي وإياكم بهذا الحديث: قال رسول الله ﷺ: “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر”، هي سجن لنا؛ لأننا نحاول أن نعمل عكس أهوائنا وما تدعونا أنفسنا إليه، ونترك كثير من الأمور التي ترغب بها النفس لأجل الله، وأيضاً لشدة الظلم الذي يحصل للمسلمين، تكون سجن لنا. أما الكافر فيفعل ما يشاء؛ لذلك هي جنة لهم، فليسَ هناك دين يردعهم، يتبعون أهواءهم كالبهائم والعياذ بالله؛ ولكن بالنهاية، الجنة لنا بإذن الله، والنار مثوى لهم.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة