لا تفزعوا

لا تفزعوا

هذه الأخبار المفزعة والأحداث الموجعة التي نستقبلها كل يوم، لنا فيها من السيرة النبوية الدروس العظيمة، ومن تعامل الصحابة رضي الله عنهم في الفواجع. وليس هناك أعظم ولا أفجع من خبر مر على الأمة الإسلامية منذ 1400سنه هجرية، مما فُجع به الصحابة عندما تلقوا خبر وفاة الرسول صلى الله عليه.

أيُ فجاعة! وأيُ حزن! وأي قهر! وأي كمد!
يا ترى، كيف مرت الساعات الأولى من ذلك اليوم على أصحابه وزوجاته رضي الله عنهم جميعًا؟ فالذي ذهب ليس رجلاً عاديًا؛ بل هو سيد الخلق، قائد هذه الأمة وحامل رسالتها وليس قائد منطقة!

والله كل المصائب بعد موته تهون، وكل معاناة في الحياة بعد معاناته تهون. كل شخص منا له قصته المختلفة والجانب المظلم في حياته ومعاناته فيها؛ لكن عندما نقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم؛ نجد أن حياته حوت كل ما تعانيه الأمة اليوم؛ بل حياته الشخصية اجتمعت فيها كل معاناة واحداً منا من الابتلاءات، من فقد، وفراق، ويُتم، وفقر، وغربة، وألم، وشقاء، وتعب، وخيانة، وغدر، وقتل، وتمثيل بأصحابه، ….إلخ. كل معاناتنا موجودة في شخصه وسيرة حياته صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه. بأبي وأمي وروحي هو؛ فهل بعد حزن رحيله حزن؟

وماذا قال الصديق رضي الله عنه لأصحابه؟

من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمد فإنه قد مات…
من كان يؤمن بالله وبرسالة التوحيد وبخلافة المسلمين لهذه الأرض؛ فإن الرسالة حية وباقية إلى قيام الساعة، والجهاد في أرض الله مستمر، ولن يموت بموت أحد ولا لتبدل أحد.

من كان يؤمن بالقضية الفلسطينية أنها عقيدة وقضية دينية تخص كل مسلم على وجه الأرض، وليس المرابطين فقط؛ فلن يُفزعه خبر من مات ولا من خذل؛ فالقضية والدفاع عنها باقٍ إلى أن يفصل الله بين عباده. الحياة مستمرة بمن جاهدوا ورابطوا وبذلوا الغالي وقدموا أرواحهم وأبناءهم وما يملكون لله؛ دفاعاً عن مسرى نبيه.

فلتجعل لك بصمتك الخاصة في جهادك ودفاعك عن هذا الدين بما مكنك الله حيث أنت، واستشعر عظمة الانتماء لهذه العقيدة العظيمة عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يُحزنك ويهبط من معنوياتك شيء، واسأل الله التوفيق والثبات على دينه.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة