جلجل يا طوفان فينا، وأرعد، ثم ازرع فينا اليقين. اِقتلع منا شكّاً، عَلِّمنا، وذكِّرنا؛ فإن الذكرى تنفع المؤمنين. خَبِّرنا عن عدو لا عهد له، يلبس عمامة، يرتدي لباس الفقيه، ويحمل سيفاً. يصول ويجول وينادي: إنّا حماة الوطن، إنا حماة الدين. وتحت عمامته حقد دفين، وسيفه لا زال يقطر من دم أبناء هذه الأمة من الموحدين.
خبرنا يا طوفان عن هذا الرعاع الفاجر؛ الذي يستغل الفرص، ويصطاد في المياه العكرة، ويستدرج الصادقين ليعتلي بهم صرحاً، ويقتات من صدقهم حتى إذا اكتفى غدر، وفي الظهر طعن. خبرنا يا طوفان عن مجرم رافضي استوطن إيران، ولم تكن إيران يوماً إلا سنية، فما الذي حولها إلى رافضية مقيتة؟
فهلمّ إلى الحكاية، ومن هناك تبدأ الحكاية، ونزعة التوسع تحذوها؛ بل هي دِينها ودَيدنها لتستعيد حق الخلافة المسلوب بزعمهم، وتنتقم من أحفاد معاوية.
لقد عرفت إيران الإسلام منذ أن بزغت شمسه؛ حين أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى يدعوه فيها إلى الإسلام، فأبى واستكبر وكان من الخاسرين. وفي أواخر عهد الخليفة أبي بكر الصديق، وفي عام 13 للهجرة، بدأت شمس الإسلام تسطع على إيران، وكانت موقعة نهوند العظيمة عام 21 للهجرة شاهدة على الفتح الذي كان في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم اكتمل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
إيران المسلمة، على نهج أهل السنة والجماعة، هكذا كان حالها؛ إذ كانت فخر الإسلام وأحد قلاعه؛ لكن شيئاً ما حدث وسُرقت منا القلعة، واسْتُولي على مفاتيح فارس على حين غفلة منا.
لقد كانت إيران على مدار أكثر من ألف سنة بلاداً سنية، غير أن بعض القبائل التركية الساكنة في أذربيجان تبنت مذهب الإمامية الإثناعشرية، واتبعت فرقة صوفية تدعى الصفوية، نسبة إلى مؤسسها صفي الدين الأردبيلي. وقد استطاع حفيده إسماعيل الصفوي أن يدخل مدينة تبريز وينتصر على أهلها عام 906 للهجرة، بعد سقوط الخلافة العباسية، ويعلن قيام الدولة الصفوية الشيعية الإمامية.
ولا زالت الدولة تنكل بالسنة، وتسيمهم سوء العذاب؛ حتى بسطت نفوذها على كثير من الأراضي الإيرانية، وغيرت من معتقدات شعوبها.
وقد حاربهم السلطان سليم الأول، إلا أنهم لا يكلّون ولا يملّون؛ فنزعة التوسع والهيمنة على مقدرات الأمة همهم وشغلهم الشاغل. ولا زالوا يكيدون كيداً حتى استحكموا واشتد نفوذهم، ولم يعد للسنة بإيران مكان، إلا بعض الأقليات المضطهدة على الحدود.
لقد تعدّت أهداف السياسة الخارجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط حدود الاهتمام بالأمن القومي والإقليمي، إلى مرحلة الهيمنة وبسط النفوذ. واستعملت القوة الناعمة في سبيل تحقيق الأهداف، وعملت على تصدير الثورة، ودعم حلفائها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.
وفي سبيل هذه الأهداف قتلت وذبّحت وأسرت وعاثت فساداً في أهل السنة من سوريا والعراق واليمن ولبنان. ولا زالت الحكاية مستمرة، فإن دامت منا الغفلة؛ فستكون كل بلاد الإسلام مسلوبة، وتحت سلطة الرافضي.
فيا طوفان خبّرنا وخبّرهم وخبّر الجميع أن الرافضي غدّار لا عهد له، ولأجل السلطة والنفوذ سيدعس الجميع. فهو لم يَرْعَ حق النبي وأصحابه، أفيرعى حقوق من هم دونهم؟ وها هو اليوم يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واتخذ له يوماً يحتفل بهلاكها أهلكه الله، ويصفها فيه بما لا يجرؤ قلم أن يخطه، ولا لسان أن يلفظ به.
إن قلبي ليقطر دماً حين أذكر حادثة الإفك، حين شاع بين الناس ما لا يليق عن زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم تكن تعلم؛ ولكنها أحست ورَابَها فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم تر منه تلطفاً في مرضها، ولم يكن كذلك قبل ذلك. حتى إذا تسلل إليها الخبر؛ استعظمت الأمر، وعجبت أن يقول فيها الناس ذاك، وتألمت وبكت بكاءً تنفطر منه القلوب؛ فلا يرقأ لها دمع ولا تكتحل بنوم، واشتد عليها المرض.
حتى إذا جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: “أما بعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه. إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه”. قالت: (فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطراً، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى عليه وسلم فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
فيمّمت نحوهم أم المؤمنين وهي جارية صغيرة وقالت: (إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة واللهُ يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، واللهُ يعلم أني منه بريئة لَتُصَدِّقُن. والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبا يوسف، قال: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).
ماذا لو كانت أم المؤمنين حاضرة بيننا، ورأت كل هذا القدح في عرضها؟ كيف يهدأ لها قلب، وتسكن لها روح؟ ألا فليهلك من أصاب عائشة أم المؤمنين بسوء.
ويا ليت شعري، متى تحجم المقاومة عن مصادقة هؤلاء وتزكيتهم بحجة أن لا داعم للقضية غيرهم؟
يا أبطالنا وحماة ثغورنا، يا من ملكتم قلوب الأمة، وتربعتم على عرشها حباً وتقديراً، وتعظيماً لجهادكم وبسالتكم؛ ألم يأن لكم أن تكفونا شرهم، وقد أثخنوا فينا الجراح؟ أما آن لكم أن تتخذوا فيهم رأياً ثابتاً واضحاً كوضوح الشمس في رابعة النهار؛ فتزول فرقتنا، ويتوحّد صفنا، فإنا قد تعبنا من هذا الشّتات؟
يا رجال أمتنا، لا خير في رافضي غادر؛ فلا تبنوا نصرنا بمدح فعالهم، ووصف قتلاهم بالشهداء، وما ذلك إلا إقرار ضمني بعقيدتهم في أم المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه. ألا فاعتزلوهم يا رجال أمتنا، ومن ترك شيئا لله عوضه خيراً منه، وذكرهم يا طوفان.
بغض الروافض واليهود عبـــــــــــــــــــــاد
أكرم بها في كفة الميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزان
إن الروافض كالمجوس ضلالـــــــة
عذراً لكم ياعابدي النيـــــــــــــــــــــــــــــــــران
بل هم أشد من المجوس ضلالة
ومن اليهود وعابد الصلبــــــــــــــــــــــــــــان
فالرفض أخبث مذهب وعقيـــــدة
عرفتهما الدنيا مدى الأزمــــــــــــــــــــــان
هم جند إبليس اللعين وحزبــــــــــه
هم صفوة من شيعة الشيطـــــــــــآن
هم لعنة حلت بأمة أحمــــــــــــــــــــــــــــــد
هم في الورى كالسم والسرطــــــان
عكفوا على سب الصحابة قربــــــــــة
ورموهم بالنصب والكفــــــــــــــــــــــران
قذفوا البتول بكفرهم وضلالهم
وهي الطهور بمحكم القــــــــــــــــــــــــرآن
ورثوا مقال الإفك عن أسلافهم
أهل النفاق وعصبة الخســـــــــــــران
بئس المورث والمورث والـــــــــذي
ورثوه من إفك ومن بهتـــــــــــــــــــــــــــــان
فلعنهم ربي طوال حياتهـــــــــــــــــــــــــــــم
ومماتهم وقيامة الأبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدان