للنساء المقبلات على الزواج والتي تتخبط بها الأفكار والأسئلة من كل جهة، فهذه تقول لها الزواج سيسلب منك حريتك، وأخرى تقول لا تفرحي كلها بدايات وسينتهي هذا الحب، وغيرها ممن لم تعرف معنى الحنان والأمومة تقول غداً أولادك سيشيبوا لك رأسك، وغيرها من العبارات التي لا بد أن تسمعها من النساء مع انتشار الأفكار النسوية.
اعلمي يا أخية، أنَّ بناء البيت بيدك، وبناء المودة بينك وبين زوجك أنت المسؤولة عنها ؛ فإما تهدميها أو تبنيها.
كوني أنت سكن له يكن سكن لكِ، واعلمي أنه سيعطيكِ مثلما تعطيه، فإذا منحتيه الحب والحنان سيمنحك العطف والأمان، وإذا قابلتيه بالجفاء سيقابلك بالهجران، فأنتِ تختارين تعامله معكِ.
ولا تلتفتي لمن تقول الحب ينقص بعد الزواج؛ فالحب الحقيقي الصادق لا يبنى إلا بعد الزواج والعشرة وتجارب الحياة التي ستمر عليكم وتواجهونها مع بعضكم بحلوها ومرها. ولا تصدقي التي تظن نفسها فعلت خيراً عندما نصحتك قائلة: (اقتصدي بالحب والعطاء لكي لا يستخف بكِ ويهملك)! عجباً لها! ألم تعرف طبع نفسها ولم تعلم أنها عندما تحب فقط حينها تستطيع أن تحتوي زوجها، وتفيض عليه بالحب والعطف والحنان؟ أليسَت هذه بعض الخصال التي يبحث عنها الزوج بزوجته؟
واعلمي أيضاً أنه ليس هناك أحد كامل، وكلنا عندنا أخطاء وبعض الأمور التي يجب أن نحسنها؛ فلا تضعي تصور مثالي عن الزوج الذي سيكون من نصيبك وأنه لن يخطئ، وأنكم ستعيشون بحياة مثالية خالية من التكدير، أو أنه سيأتي فارس أحلامك كما كنتِ تتوقعين. عليكِ تقبل واقعك والتعايش معه وتقبل زوجك بالأخطاء التي لا تتجاوز الشرع ولا تضرك؛ فلا أحد يخلو من نقص.
أما الأولاد؛ فهم كُل الأنس والبهجة، وكما أنك تتألمين بالولادة ليخرج طفلك للحياة؛ وعند أول لحظة تحملينه بها تنسين كل ما أوجعك، فكذلك ستتألمين وتتعبين حتى يكبر، وهذا الألم ينتهي عندما يبرك ابنك، ويقبل يدك، ويرعاكِ بكبرك، وعندما ترينه قد نفع الله به وفتح على يده، ومع كل تعب لذة وكل خطوة تنفعينه بها تقدميه خطوات لبرك وبر أباه، ولنفع الأمة.
والأطفال تزيد الترابط بينك وبين زوجك والألفة والسكن، وتذهب السآمة والملل؛ فهم بهجة المنزل وحياته. وعند حمل طفلك لأول مرة ستشعرين بانتصار عظيم؛ وكأنك فزتِ بمعركة، وأنتِ فعلاً كذلك إذا أحسنتِ التربية ورعاية أطفالك، وإدارة شؤون منزلك.
فإنَّ من أعظم الانتصارات أن تكوني أُماً في زمن ملئ بأفكار النسويات، ومن أعظم الانتصارات أن تكوني ربة منزل في زمن استولت عليه الماديات. نعم، إنه من الانتصارات أن تتجاهلي كل الشعارات المزخرفة من الغرب وتمضين غير ملتفتة، لتكوني أماً صالحة لأولادك وسكناً لزوجك، وربة بيت محسنة لمسؤوليتها.
يا أخية، لا تغرك كلمات النساء وأفكارهم الغربية؛ فالزواج والسكن الطيب من النعم؛ فاحمدي الله عليها، واعلمي أنَّ غيرك الكثيرات من تتمنى لو تكون مكانك ويكن لها زوج وأسرة طيبة. لا تفرطي بهذه النعمة وأحسني الحفاظ عليها.
وبالشكر تدوم النعم.