بل هو السحر

|

بل هو السحر

الشهوات في زمننا كالسحر الذي يسحر العيون والعقول والقلوب؛ فيسير المرء خلفه دون شعور، يغرق فيه شيئاً فشيئاً، حتى ربما غرق تماماً ولم يستطع النجاة أبداً.

الشاشات هي أدوات ذاك السحر، هي بوابة العبور، ووسيلة شياطين الإنس والجن، مع غياب الوازع الديني، وبعد الناس بعداً مخيفاً عن دينهم؛ يعظم مفعول السحر ويتوحش، حتى بتنا نحيا في عالم لا تسيره إلا الشهوات والأهواء.

تخيل أنك تسير مع ابنك في مكان مليء بالأسحار، وإذا نظر إلى أحدها سار خلفه إلى هلاكهه وتركك، ألن تسير معه واضعاً يدك على عينيه كي لا يهلك، مهما غضب ورفض وتذمر؟ كيف إذا كنت تستطيع منعه من الأساس عن هذا الطريق، خاصة أنه غير مضطر للسير فيه؟ ألن تكون مفرطاً حين تكتفي بإغماض عينيه؟ فالحل الأمثل في هذه الحالة ألا نتركه يسير في ذاك الطريق أصلاً؛ فالوقاية خير من العلاج.

أتعجب من الأهل الذين يشترون لأبنائهم الهواتف الذكية في سن صغير جداً، مهما قالوا إننا نراقبهم! لم تعلقونهم أصلاً بهذا الوباء؟ ألم تكن وقايتهم منه خير من بحثكم عن العلاج فيما بعد، خاصة وهو غير مضمون؟
كذلك وجود أجهزة التلفاز في المنازل وإتاحة القنوات كلها؛ أليس من الأفضل إن اضطررنا لوجودها، أن نحذف كل القنوات ما عدا قنوات القرآن وقنوات نشر العلم والقنوات التي لا تحمل أي محظورات كالموسيقى وغيرها؟

على الأقل، امنعوا تلك الشاشات عن الأطفال؛ تحصنوهم من مفعولها المهلك قدر الإمكان وحتى تبنوا بداخلهم حصوناً ضد أغلب فسادها؛ فيستطيع الابن حين يتعرض لذلك الفساد أن ينظر له بعين الناقد الواعي، لا بعين المتلقي المقلد فقط.

اعلموا أن هذه الشاشات تشاطركم التربية من حيث لا تعلمون، وبالطبع ليست تربية جيدة؛ بل مفسدة ومهلكة، وليس هذا فحسب؛ بل إنها تتوحش حتى تهدم ما تبنون وتنفرد تماماً بعقول أبنائكم ووعيهم إلا أن يتغمدكم الله برحمته.

الأمر ليس أبداً بالبساطة التي ينظر إليه بها الجميع، أنه مجرد ترفيه وتسلية لا بأس بها؛ بل هو ظلمات من الفساد بعضها فوق بعض، والواقع خير دليل على هذا الكلام.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة