من مشقات الطريق

|

من مشقات الطريق

قالت: ابنتي تصر على التدخل في الكلام حين أتكلم مع أحد، وتحكي ما لا أحب أن يخرج للناس، تعبت منها فقد أصبحت فتانة وهذه من أكثر الصفات التي أكرهها.
قلت: طفلتك لا زالت صغيرة، لم ينضبط لديها إلى الآن مفهوم ما يصح قوله وما لا يصح، وهي تظن أن بمجرد حديثك عن أمر ما، فلا بأس عندك من سرد الأمر كله كما رأته هي. وأحياناً تتدخل ظناً منها أنك نسيت التفاصيل لا أكثر فتذكرك بها، وأحياناً ترى أن شخص المتحدث جدير بأن تحكي له الحكاية بأدق تفاصيلها فهو أحد أفراد الأسرة على أية حال خالة أو عمة مثلاً.
قالت: وما العمل؟
قلت: تحدثي معها ونبهي عليها ألا تتدخل في حديثك مع أحد؟
قالت: ألا تظنيني ما فعلت ذلك مراراً وتكراراً؟
قلت: بلى، أعلم أنك فعلت؛ ولكن الأمر يحتاج صبراً وتكراراً وتعاهداً، حتى تكتمل المعاني ويتضح الأمر لدى الصغيرة.

ثم هناك إجراءات أخرى تتبعيها؛ يمكنك حين تبدأ في التدخل أن توقفيها بحزم، وتقولي لها لا تتدخلي في كلام الكبار، ويمكنك أن تمنعيها من الجلوس أحياناً معكن، وأيضاً تكرري الكلام دائماً أنه لا يصح أن نتدخل في كلام غيرنا طالما لم يطلب منا تذكير.

حينما تدرك يمكنك وقتها أن تعلميها النصح للكبار وآدابه، مع الإبقاء على ثابت عدم الحديث في الأمور الشخصية لأحد وألا تخرج أسرار البيت.

الرجاء لا تنعتيها بفتانة وكذابة وناقلة الحديث وغيره، فهي صدقاً لا تعي هذه المصطلحات ولا أبعادها ولا المقصود منها، ولا تقصد أصل فعل الفتنة ذاته، فحين تنعتيها به دوماً لربما تصدّق وتقتنع بذلك مع الوقت؛ فتصبح هكذا بالفعل وتلك مصيبة.

التربية ليست بسهولة الكتابة، ولكن تحتاج الصبر وجلد ومرونة مع المواقف. ربما احتاجت للعقاب في مرحلة ما، بعدم حضور تجمعات عائلية مثلاً أو عدم الخروج معكم مرة، أو حرمان من شيء تحبه مثلاً، وغير ذلك مما يفيد مع شخصيتها وهكذا.

يعينك على الصبر في هذه المواقف الاحتساب وتذكر هدفك من التربية، وأن بناء إنسان سوي أمر مذهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واستصحبي معية الله عز وجل في طريقك وافتقارك إليه، ولا تدعي الدعاء طالما حييتي.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة