انتشر مكالمة ومراسلة الرجال للنساء أو العكس كانتشار النار في الهشيم؛ بمقصود الحب. والحب في ذاته ليس حراماً؛ لكن الحب الحقيقي يظهر بعد الزواج وهو الحب الحلال.
حركات “تيكن” “سنقل” إلخ؛ كلها علاقات محرمة. إن أحببت رجلاً لخلقه ودينه؛ فاسألي الله أن يزوجكِ إياه على خير. هذه والله معضله تسبب عواقب وخيمة عليكِ وعلى أهلك.
ما تتصورينه سيقع نتيجة الأفكار التي تلقيتيها من المسلسلات؛ يوقعكِ أمام صدمة قوية وعواقب كثيرة:
إما وقوع الحرام وينتج عنه ابن حرام، ثم معرفة الأهل، ومن الممكن أن يصل ذلك إلى القتل من قبلهم، أو حالك اكتئاب وصدمة نفسية ناتجة عن خيانة أمانة الله وخيانة النفس والأهل، ثم الخوف من الزواج. ناهيك أنه إن رفضتِ تلك العلاقة قبل أن يسقط الفأس بالرأس؛ سيضغط عليكِ بالمحادثات والصور ويبتزكِ بها.
كل علاقة تبدأ بالتدرج. من تعتقد أن محادثة الرجال أو الضحك معهم أمراً عادياً ومتخلفٌ من يراه خطئاً؛ فلتراجع نفسها. الشيطان لا يأتي دفعة واحدة؛ بل خطوة خطوة، وقد قال الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا}، رأيتِ؟ لم يقل ولا تزنوا! بل لا تقربوا أي خطوة وسبيل يؤدي إلى الزنا.
فلا تنخدعي بالكلام المعسول حتى لو كنتِ تحتاجين له، لا يخدعك الشيطان ويضع لك أعذار واهية؛ فمن ترد العفة تسأل الله لها الثبات والعفاف.
{لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
ويجب عليكِ أن لا تنغمسي بأفكارك بأحلام وردية ورسم آمال واقعية أو غير واقعية؛ لأن أقدار الله مكتوبة، وما كتب لكِ سيأتي لو بالمستحيل. فقط ادعي الله دائماً أن يرزقكِ الزوج الصالح المحب، وعليكِ استغلال وقت شبابك وعزوبيتك بما يفيدك حالياً وغداً.
حينما تتزوجين غالباً تندمين على إهدار وقتكِ على لا شيء قدير أو عدم أستغلاله بالشكل الصحيح؛ لكثرة المسؤوليات التي ستكون على عاتقكِ. وأنا لا أخوفكِ؛ ولكن من كانت لا تحمل هم أولاد وبيت ليست كما التي تحمل الهم ذا. وفرص العلم اليوم ولله الحمد متاحة ومن مصادر وأناس ثقة؛ فاغتنمي!
ختاماً، من أحبكِ طرق بابكِ بالحلال، وغير ذلك محض خداع ولعب.
{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
كلامي موجهه لكلا الطرفين، ونسأل الله أن يعف كل شاب وشابة وأن يرزقهم الزوج الصالح. اللهم إنا نسألك الستر والسلامة.