أسرار الأمة

|

المسلمون كالجسد الواحد؛ فهل ندرك حقاً معنى الجسد الواحد؟ إذا جُرحت إصبعه جرحاً عميقاً ونزفت؛ سينهار الجسد لفقد الكثير من الدم. إذا دَخل جسم غريب إلى العين؛ ستتشوش الرؤية وتصير ضبابية؛ وبالتالي تتأثر المدخلات فتتأثر المخرجات.

في كُل أسرة دائماً ما تجد الأم تقول: (يا بني، ليس من اللائق أن نحكي عن مشاكساتنا أو شجاراتنا لمن هو خارج حدود منزلنا، أسرار البيت لا تخرج خارجه، مفهوم).

هل فكرت قليلاً قبل كل تصرف إن كان حقاً ديننا أحب إلينا من والدينا وأهلونا؟
عجباً! كلما تصفحنا مواقع التواصل نجدُ بعنواين جاذبة: أخطاء فادحة لبعض المُصلين، وتصرفات غريبة لبعض الحُجاج في الحَرم، شجار بين فلان من بلد كذا وفلان بلد كذا، مهمة البلدان هنا لبثّ العنصرية وشحن النفوس، ومواقف جمّة ليس همّي الإشادة إليها بقدر ما يهمني التنويه أنّها ليست الأصل.

غالباً ما يكون الناشر إحدى هذه الأربع: خبيثٌ ينقّب عما خَبث مثل قتامة روحه؛ ليشوه صورة الإسلام والمسلمين، أو مسلم منهزِم يتأثر بكل ما يرى فيهبّ مذعوراً لنشره، أو إنسان لا يملك ركيزة يرتكز عليها، همّه تحصيل أكبر عدد من المشاهدات وحسب، أو واحد يظنّ نفسه بأنه حين ينشر فهو يحذّر المسلمين؛ لكن ما هكذا تورد الإبل!

أما الأول؛ فأسود النفس. وأما الثاني؛ فنقول له: المسلم قويّ بدينه عزيز بعقيدته. هل ترضى أن تكون شرارة البدء لنشر الإشاعه؟ لا يغلبنك حماسك للنشر أن تتوقف وتتبيّن؛ فنسبة كبيرة مما يُنشر في الأصل قديم وكلّما جاء موسمه يعاد نشره، وفي أحايين كثيرة يكون “فوتوشوب”. وحتى إن كان صحيحاً؛ نحن قوم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؛ لكن لا تَكن كالذباب لا يقع إلا على النَتن، كُن كالنحلة لا تقع إلا على أطايب الزهر ثم تحمل الشفاء لكل البشر، كن بكلمتك الطيبة رأباً للصدع، ونقطة في آخر سطر الجدال. وتذكر: {إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}.

وأما الثالث؛ فاحذر أن تكون الأرباح التي تجنيها وبالاً عليك. وأما الرابع؛ فهل تنصح حبيباً لك أو أخاً لك أو صديقاً أمام عدوٍ له؟

كن حكيماً، ولا تنشر لأجل النشر فقط، أو لأن الجميع نشروا ولأنه خبر الموسم.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة