ما يضيرك

|

ما يضيرك لو ناقشت ابنك في بعض القرارات التي تخص المنزل أو حتى في بعض أمور عملك أو في بعض المشاكل التي تواجهك، ثم تأخذ رأيه على محمل الجد وتبين صوابه من خطئه، وهذا لا يصلح بسبب كذا وهذا الرأي يمكننا التعديل عليه قليلاً، وهذا لو طبقناه سيحدث كذا…

ما يضيركِ لو أخذت رأي ابنتك في إعادة ترتيب الأثاث، وتدبير مصاريف المنزل، وتركتها تقرر ماذا سيكون الغذاء اليوم، وماذا سنحتاج لشرائه من حاجيات المنزل من السوق، واستشارتها في تربية أخواتها وضبط سلوكهم وتوجيهها بالتبعية للطرق الأفضل في ذلك وهكذا…

ما يضيرك لو ابتدأت أنت علاقة صداقة مع ابنك حين تصطحبه معك للمسجد مثلاً، أو تأخذه معك لزيارة عمته، أو لتجمعك مع أصدقائك، فتشاركه في طريقكما أموراً تخصك، وربما تخصه هو بمعرفة أمر عنك لا يعرفه غيرك، وتحمله مسئولية حفظ السر وتقدير الأمر وأن يكون على قدر الثقة.

وكذلك بالنسبة للأم وابنتها، وإن كنت لا أحبذ كثرة تواجد البنت في جلسات النساء؛ إلا إن كن أهل دين وتقوى.

ما يضيركما لو ثبتم وقت دوري تجلسا فيه مع أبنائكما، تتحدثون عن أمور الحياة عامة، وعن القضايا المهمة على الساحة، مرة تطمئنا على أفكارهم وما يستميلهم، وما يستمعان له ويؤثر فيهم ومعلوماتهم الجدية، والمشاكل التي تواجههم وطريقة حلها، ومرة تحكوا عن الذكريات الماضية وما شابهها.

هذه الأمور في الحقيقة، هي التي تبني جسور الألفة والقرب بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، فيعتادوا أن يكون الأب والأم هم ملاذهم الأول في الحياة وبئر أسرارهم ومستشاريهم الأمناء.

هذه الأمور تنفي كثيراً من الأمراض النفسية والاجتماعية المتفشية في مجتمعاتنا، وتبني شخصياتهم القوية والقويمة، وتعزز الثقة في النفس لديهم.
قد يكون الأمر فيه مشقة على الآباء والأمهات نظراً لضغوطات الحياة الكثيرة التي لا تنتهي؛ لكن يبقى الاهتمام بهذا الأمر من أولى أولويات الأهل ومن أعظم مسئولياتهم، وهو أولى من غيره في سلم التكاليف والالتزامات. لذلك؛ عليك الاحتساب وتجديد النية دائماً والصدق في طلب التوفيق والعون من الله عز وجل، وإعادة ترتيب مشاغلك بناء على هذا الأمر.

هكذا يمكنك أن تبني فرداً سوياً ولبنة قوية في بناء الأمة بعد الاستعانة بالله عز وجل وصدق التوكل عليه سبحانه وتعالى.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة