معايير جمال بلمسات شيطانية

|

نَفخٌ للشفاه، ووشمٌ للحاجب ونمصٌ وإزالة، حقنٌ للسموم في الوجنات، وعمليات أودت بحياة كثير من المنخدعات.

عن “المغيرات لخلق الله” أتحدث، المتبعات لكل ناعق وناعقة. عن معايير جمال، صارت هوساً وكابوساً للنساء يلاحقهن كلما نظرت إحداهن في المرآة؛ بل وحتى تلاحقهن في أحلامهن!

أرهقوكِ بتلك المعايير يا من خلقكِ الله بأحسن تقويم، وأثقلوا كاهلكِ وكاهل من يعولكِ سعياً لتنفيذها. أوهموكِ أنكِ تواكبين “الموضة” وتتربعين بهذا على عرش الجمال، وما أنتِ إلا مواكبة لشهواتهم وما يرغبون لرؤيته فيكِ، مملوكةً لهم ولمعاييرهم من غير إدراك.

أيا مسلمة خلقها الله فأتم خِلقتها، هل توقفتِ قليلاً قبل دخولكِ تلك الأماكن لتغيري خلق الله، وسرحتِ بتفكيركِ لأعوام قليلة قد انصرمت حين كانت الموضة عكس ما تقومين به الآن؟ هلا تساءلت كيف تغيرت تلك المعايير ومن يغيرها؟ فالأمس شفاه رقيقة، واليوم مملوءة، وغداً يعلم الخبير وحده ما هم صانعون بكِ وبِخِلقتك السوية!

هل نظرت لحولكِ وللنسخ الكثيرة مثلك، كلهن يفعلن هذه الأفاعيل لينلن التميز ثم يصبحن نسخاً متماثلة لا فرق بينهن؟ وأنت تدفعين لمن يتلاعب بخلقتكِ؛ هل نظرت للأموال الكثيرة التي في يديكِ وأنتِ تضعيها في غير موضعها؛ بل في موضع لا يرضاه الله ويحبه ويدعو إليه الشيطان؟

ربما لم تلحظي ذلك ولم تقفي هذه الوقفة أبداً ولا تريدينها حتى، ترغبين بأن تعيشي جاهلة لما يحدث على أن تتجرعي مرارة الحقيقة ولو للحظات.

إن هذه المعايير الزائفة ما هي إلا معايير أصحاب الهوى وجنود الشيطان الذي يرون النساء جسداً من غير روح؛ فيتفننون فيه كما يحبون ويغيرون معايير جمالهن كما تشتهي أنفسهم الخبيثة، ثم يبثونها بينهن فيتسارعن لتحقيقها، ويسعين في طلب الوصول إليها مهما كلف ذلك؛ فإما أن تصيب تلك المحاولات بنظرهن، وإما ان تُسلب منهن هذه النعم عقوبة لهن من العليم القدير، وزجراً لهن لعدم تقديرهن تمام الخِلقة.

اعلمي إن خِلقتك التي أنتِ عليها هي من صنع المصور البديع، الذي أحسن كل شيء خلقه وما الإنسان إلا من خَلقه سبحانه، وهو الذي امتن عليه بذلك؛

فقال عز من قائل: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ﴾، وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥ﴾. 

وذكر سبحانه وتعالى أن تغيير خلق الله مما توعد الشيطان بوسوسته لبني آدم ليصدهم عن سبيل الله فقال :

 ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا﴾، 

وتمعني قليلاً بنهاية مصير من اتبع الشيطان وسار مع أمره {فقد خسر خسراناً مبيناً}.

فلتحمدي الله على تمام الخِلقة، ولا تكوني إمعة لا تقيم لذاتها اعتبار، ولا ترى لنفسها قيمة إلا في معايير جمالهم، وتغفل عن معايير جمال الإسلام ومقياسه للمرأة وللناس سواء، فـ”إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ”، واعلمي أن خير ما تتجمل به المرأة هو دينها وتقواها، ويكفيها نوراً لوجهها نور الإيمان حين يخالط قلبها، ويكفيها جمالاً وبهاءاً أنها من خلق الحكيم العليم.

فلتنظري لنفسكِ بحُب لكل ما فيها وما أودعه الله في خِلقتها، فما يراه أحدهم جميلاً هو قبيحاً في عين غيره، والفَطِنة التي تعلم أن جمالها بالروح لا بالجسد، وبطاعتها لله وحفظها لهذي الأمانة التي ستُسأل عنها يوماً حين تقف بين يديه سبحانه.

وانظري كم من صاحبة جمال تنفر منها القلوب لبعدها عن الله، وأختها كالقمر في عين من يراها وهي بمقاييسهم الشيطانية لا تُعد شيئاً لعدم خضوعها لأهوائهم، و”من التمس رِضا اللهِ بسخَطِ الناسِ؛ رضِيَ اللهُ عنه، وأرْضى عنه الناسَ، ومن التَمس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ، سخِط اللهُ عليه، وأسخَط عليه الناسَ”، فيا عاقلة كيف تشترين سخط الله ليرضى عنكِ الناس؟

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة