بهذه العبارة وصف أحد المشايخ حال أغلب النساء اليوم، وخصّ منهن الملتزمات؛ لكونهن القدوة لغيرهن كما يقال.إنه “الجوع”؛ لكن ليس لطعام؛ بل للتخفف والتعري، والمسارعة إليهما في الحفلات والمناسبات بحجة أن الحضور “نساء”.
لا ندري من الذي أخبر صاحبة الدين والالتزام التي تتنقل بين الحلقات حفظاً وتجويداً، بأن لها أن تتعرى وتلبس الفاضح الكاشف لمعظم جسدها أمام النساء. وكأني بالناظرِ إليها وهي على تلك الحال مدهوشاً يتساءل: أين الحياء؟ أين الحشمة؟ ثم يصمت قليلاً، وينعاهما!
هذا السلوك المشين الذي عمت بلواه النساء حتى وصل لخيرتهن ممن يتوسم فيهن الخير، ما هو إلا نتاج لهيمنة الثقافة الغالبة عليهن، هو آثار تلك المسلسلات والأفلام والدعايات، وإن ادعين خلاف ذلك، فإن لم يكن لتأثرهن بالمجتمع وفساده السبب؛ فما التفسير لحال المنتقبة أو صاحبة اللباس الشرعي المُحَفظة للقرآن وهي ترتدي اللباس العاري، وتتمايل على أنغام الأغاني والموسيقى حالها كحال من لم تقرأ القرآن يوما من الأيام؟ متحججة بكون الحضور نساء، منكرةً للتعطش الذي بداخلها لنزع الحجاب وفعل الأفاعيل ولو لليلة واحدة.
ليتكِ تعلمين أن “الحياء والعفة” ليست حِكراً على تصرفاتكِ بحضور الرجال، إن الحياء تتنفسه العفيفة أينما ذهبت وكيفما تحركت ولو كانت مع نفسها، فهو الهواء الذي تعيش فيه فطرتها، وتموت أنوثتها إن انقطع عنها!
اقول هذا علنا نستفيق معاشر النساء، لنبصر حالنا وكيف تأثرنا وجرفنا السيل معه ونحن ندعي خلاف ذلك. إن لم يظهر التزام المرأة بدينها بهذه الأحوال فمتى سيظهر؟ ومتى ستكون داعية بسلوكها ومخالفتها للناس وهي على هذي الحال لا تكاد تميزها عن قريناتها البعيدات عن الله؛ بل قد تسبقهن عُرياً وتكشفاً وغناءً وبذخاً وسَرفاً.
نعم، هي “مرة في العمر” كما تقولين، وكذلك عمركِ مرة ولن يتكرر! نعم “هي مرة” ولهذا امتحانكِ فيها ليس كغيره؛ لأنها مقياس للصدق وللثبات على ما كُنتِ تدعينه وتناديفيا غالية، لا تميعي دينكِ وتجعليه طوعاً لهواكِ، اعتزي بعفتكِ وحيائكِ ولو خالفتك نساء الأرض، فالدين يُلتزم فيه على كل حال، ولتنظري في سير السابقين لتعلمي كيف كان وعلى ماذا كان ثباتهم، ثم انظري كيف أصبح حال ثباتنا اليوم، فشتان شتان بين ثباتٍ تركوا لأجله الدنيا وأهليهم وما فيها، وبين ثباتنا الذي يميل حيث مال هوانا، الثبات الهش الذي يهتز خوفاً من نظرة إنسانٍ تزدريه لمخالفته الباطل وتمسكه بالحق!