والآخرة خير لمن اتقى

|

والآخرة خير لمن اتقى

يتأخر رزقك في المال؛ فلا تسرق ولا تتعامل بأساليب الخداع والغش، ولا تتعامل بالربا ولا تتداول بطرق محرمة. يتأخر رزقك بالعيال والذرية؛ فتصبر وتحتسب ولا تعترض، وتدرك موقناً أنه العليم بأقدارك الحكيم في تدبيرها.

يتأخر رزقك في الزواج؛ فلا تتبع خطوات الشيطان، ولا تزني ولا تقدم على أمر يغضب الله، ولا تحادث من لا يحل لك محادثته؛ لتجد المشاعر الحانية والعواطف البالية الزائفة. يتأخر رزقك في الشفاء؛ فلا تتسخط ولا تجزع، ولا تضيع فروضك بحجة المرض، وتتقي الله.

وقس على ذلك جميع أمور حياتك.

هو الذي يزرق المال، ويهب العيال، ويكفي الأعزب بالحلال، ويشفي المريض من مرضه العضال، ويهدي الذرية التي أضناك تربيتها لسنين في طرفة عين، ويغير الأمور من حال إلى حال.

دوماً ننسى أن الله هو الرزاق الوهاب، وأنه الغني الشافي؛ فتُلجئنا نفوسنا المجبولة على العصيان والتسخط والجزع إلى أمور ظاهرها الاكتفاء من الشيء المطلوب؛ إنما هي في الحقيقة حرمان على حرمان، وتأخير للرزق أكثر! فبينا الله العليم يختبرك لتنجح ويمتحنك لتصبر؛ فيعطيك ويرزقك؛ تفشل بوسواس نفس واتباع هوى، وبينا اقترب منك رزقك وصار قاب قوسين أو أدنى؛ تفسد على نفسك وتأخره بعصيانك ومخالفتك! فلو ائتمرت لأعطاك، ولو أطعت لأولاك؛ إنما الدنيا صبر ساعة، وساعة صبر في الدنيا خلود في الجنة لو تعقل!

لو فاتك حظ من دنياك؛ فلا تتحسر ولا تحزن وتأسى على ما فات. تذكر أنها دنيا زائلة زائفة، آمن بالله يهد قلبك، وقل: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، قل: اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، قل: اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

حظوظ الدنيا معوضة في عاجل الدنيا إن شاء الله، أو معوضة في الآخرة ونعيمها والجنة وبساتينها على أتم العوض.

يقول ابن القيم رحمه الله:

وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها
ولم یک فيها منزل لك يعلم
فحيَّ على جنات عدن فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيم

فحي عليها بتقوى المحسنين، وحي عليها بصبر جميل.

وإن كانت الدنيا تُعدُّ نفيسةٌ
فدار ثوابِ الله أعلى وأنبلُ.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة