من أعظم صور التوفيق في تربية الأبناء، استصحاب أسماء الله الحسنى وصفاته العلى في هذه الرحلة؛ فتكون في نشأته ركناً ركيناً، وتبني بها في نفسه لحفظ دينه حصناً حصيناً.
فإذا سألك الطفل مستغرباً أو معترضاً، أن لماذا يحدث كذا وكذا، فأجبه باسم الله الحكيم وباسم الله الملك، مبيناً أن الله عز وجل حكيم فيما يقدره، وهو الملك المالك لكل شيء؛ فلا يصح لنا أن نعترض على أقداره وحكمه، ويمكنك استحضار اسم الله العليم والخبير.
وإن شاهدتما يوما سلوكاً لحيوان أثار دهشته، أو تأملتما عظمة خلق الله عز وجل؛ فتستغل الموقف وتبدأ في حوار عن خلق الله عز وجل باستصحاب اسم الله الخالق، البارئ، والمصور وغيرهم.
أخبره عن الله الرزاق المعطي الغني، عند الحديث عن النعم التي منّ الله عليكم بها من رزق حلال طيب.
أخبره عن الله السيمع المجيب المنعم الواسع الباسط، عندما تعلمه الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، وطلب كل شيء منه.
أخبره عن الرقيب السميع البصير العليم القوي، الذي يرانا في كل أحوالنا والذي يجب علينا مراقبته في كل أعمالنا، فلا يرانا حيث نهانا.
أخبره عن الله الرءوف الرحيم الودود الغفور، حال ندمه على ذنب أو معصية، وحال خوفه من عقاب الله عز وجل.
أخبره عن ربه البر اللطيف الولي الحميد الشكور. أخبره عن الله العلي الكبير العظيم القوي الجبار.
أخبره أن الله يفرح بتوبته حال خطئه، ويستره حال زللِه. يمهله حتى يتوب، ويغفر له بإذنه حين يؤوب، ويبدله الحسنات بالذنوب.
أخبره عن ربه، ونشِئه على تعظيمه وإجلاله ومراقبته وحبه والخوف منه والرجاء فيه، ازرع فيه العلم بالله حتى يثمر يقيناً يفيض على حياته بأسرها.
فذاك هو النعيم وذاك هو حفظ الأمانة فيه، وأجزم لك أنك ستشعر في ذاتك ببركة هذا الغرس، فهنيئاً لمن أحاط حياته وحياة رعيته بالله عز وجل وأسمائه وصفاته.