الاستهزاء بالدين ظاهرة منتشرة بشكل كبير مع الأسف. وهي انتقاص شيء من الدين بحكم الضحك أو الاستهزاء، أو الانتقاص من العلماء او المستقيمين.
مثل التقليل من أي شيء فيه، من الملائكة، القرآن، الحديث، آل البيت، الصحابة، أركان الإسلام أو الإيمان، عيد الأضحى أو الفطر، رمضان إلخ.
ومثل النكت التي تسيء للدين بأي شكل كان، ونشرِها والضحك عليها، أو الضحك على لحية وشارب المستقيم، أو التشمت بخلق من خلق العلماء والشيوخ.
الدين خط أحمر، كُل شيء يمكنك الاستهزاء به إلا الدين، والمجاهرة بالمعاصي أعظم. قال نبيُنا الحبيب: “كُل أمتي معافى إلا المجاهرون”. فنشرك لتلك النكت هو مجاهرة وهو عند الله أعظم من الضحك على نكته فقط.
الدين إذا قل شأنه وهيبته؛ يُصبح مثل اللعبة، وكيف هذا ومن يستهزئ به من دين محمد؟ عجبًا لكم، أتُريدون لفت الأنظار على حساب دينكم؟
قرأت اقتباس ذات مرة يقول فيها صاحبه: (غامر بما شئت أن تُغامر به إلا دينك)! لا تقترب من موطن الفتنة ثمّ تظن بجهلكَ أنك ستبقى ثابتًا ولن تتضرر، احْترِز من الفتن بكل ما أوتيت من قوّة، ولتعلم أنّ القلب ما سُمّيَ قلب إلا لكثرة تقلِّبه؛ فسّل اللّٰه دومًا أن يُثبت قلبكَ على ما يُحب ويرضى.
أمر مخزٍ جدًا ما وصل إليه البعض من انعدام الحياء حتى يستهزئ بدينه، والأمر الأكثر حزنًا وغبنًا هو أن يكون الاستهزاء بين أصحاب الاستقامة وحماة القرآن ظانين بذلك المتعة أو جهالة؛ فيضعون آية بغير موضعها.
حكم الاستهزاء بالدين ومراتبه
يجب الإنكار إنكارًا شديدًا على من يستهزئ بالدين، ذكر ابنُ عمر وجماعة- أنَّ أناسًا في عهد النبي ﷺ من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللِّقاء! فنُقل قولهم إلى النبي ﷺ، فجاءوا إليه يعتذرون، وسبقهم التنزيل، أنزل الله فيهم:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.
١- الاستهزاء بالدين:
كل ما يتعلق بالدين من أحكام أو ذات الله أو الأنبياءَ والملائكة (كفر أكبر مخرج من الملة).
٢- العلماء أو طلبة العلم:
لخلقهم أو خُلقهم (منكر وليس كفرًا، معصية من المعاصي الكبيرة).
٣- أما لدينهم وتقواهم
فهذا استهزاء بالدين وهو:(ردة؛ أي كفر).
وإذا كان يتنقّص بالدين، ويرى أن الدين ناقص، ويرى أن الذين ينتسبون إليه ناقصون، وأن المنتسبين إلى غيره أوْلى منهم وأزكى، أو يستحي ويخجل من شريعة من شعائر الدين، أو يحزن لشيء فيه نصرًا للدين؛ (فهذا نفاق أصغر). هذا والله أعلم.