الاختلاط في الجامعات

|

يا إخواننا، إن المقام مقام مصارحة ومناصحة لا مقام مداراة ومجاملة، والأمر أخطر من أن يُجامَل فيه. فلا تؤاخذوني إن صرّحت وما لمّحت، وأوضحت وما لوّحت، أيسّر الأبَ العربي المسلم أن تعود إليه بنته يومًا وفي بطنها حمل من غير زواج؟ هذا ما قد يجرّ إليه الاختلاط.

إن من يضع الشابة العَزَبة بجنب الشاب العزب في الفصل، وينتظر ألاّ تنصرف أفكارهما إلا إلى شرح الأستاذ، ويأمن ألاّ يقع بينهما شيء، ولا بعد انتهاء الدوام، كمَن يضع الغاز المشتعل بجنب برميل البنزين المفتوح، وينام آمنًا ألاّ يكون انفجار!

فيا أيها الآباء انتبهوا، واسمعوا وَعُوا.
إنهم يقولون: الفن، ويقولون: الرياضة، ويقولون: الروح الجامعية … وما يقصدون -صدّقوني- ما في قرارة نفوسهم إلا هذه الرغبة المجنونة للاستمتاع بجمال بناتكم.

ثم إن العاقبة على البنت، فاسمعن يا بناتي، فهذا الكلام لكنّ، والمؤامرة والله عليكن أنتنّ، وستكنّ أنتنّ وحدكن الضحايا.

تشترك البنت والشاب في الإثم فيكونان فيه سواء، ولكن الناس ينسون فعلته، يقولون: شاب أذنب وتاب ويقبلون توبته ويسترون حوبته، أما البنت فلا ينسونها لها أبدًا، بل تبقى الوصمة دائمًا على جبهتها. ويمضي هو خفيفًا كأنه ما صنع شيئًا، ويبقى وزر الجريمة عليها وثقلها على عاتقها أو في بطنها.

إن أمل كل امرأة في الدنيا الزواج، ولا تتزوج إلا النظيفة الطاهرة زواجًا ناجحًا من رجل شريف طاهر. حتى الفاسق إذا أراد الزواج لم يرضَ الفاسدة (ولو كان هو الذي أفسدها) زوجة له وأمًا لأولاده.

لذلك نرى قلة الزواج والكسادَ في البنات ملازمًا للفساد. ولا تقولي هذا شاب صالح وهذا زميل أو مدرس، فكل شاب في الدنيا يميل إلى الفتاة، وإن كان اليوم تقيًا فربما غلبته يومًا غريزته، أو رأى إبليس منه أو منك لحظة ضعف فدفع بكما إلى الهاوية.

إن المؤامرة والله عليك، وهؤلاء يحفّون بك يتسابقون إليك ويتزاحمون عليك ما دمت شابة جميلة، فإذا كبرت سنك وذوى جمالك نبذوك كما ينبذون قشر برتقالة امتصوا ماءها.

إن معك جوهرة، إن معك كأسًا ثمينة من البلور النادر، وأمامك السوق يشتريها منك أهله بالثمن الغالي، وعلى الطريق لصوص يتزلفون إليك ويخدعونك ليأخذوها منك بلا ثمن، وإذا أُخذَت لا تعود، وإذا كُسرت لا تعوَّض، فتنبّهي…..

ولا تغترّي بحب الرجل، فإن أكثر الرجال يحبون ليستمتعوا ثم يتملصوا ويتخلصوا، والمرأة تحب لتستمر وتُخلص.

إن السوق هو الزواج، واللصوص هم دعاة الاختلاط، فلا تمنحي أحدًا ذرة من جمالك إلا بعد أن يربطه بك رباط الزواج.

وقد أعلن النبي ﷺ بكل صراحة أن فتنة النساء ما بعدها فتنة، (وهذا ما نراه واقعا في حياتنا)، فقال «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» رواه مسلم .
فلا بد لأهل الغيرة أن يتقوا الله في بناتهم من هذا الاختلاط المحموم المسموم.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة