إنّ أقوى أسلحة النصر: الإيمان

|

أسباب النصر رجال وسلاح، فما الذي ينقصنا منها؟ هل ينقصنا العَدَدْ، أم العُدَدْ، أم العلم؟
كيف غلبونا؟ وكيف أخذوا منا قبلتنا الأولى ومسرى نبينا؟
كيف استباحوا دماء إخواننا وأذاقوهم شتى أنواع العذاب؟

إن القوة المادية لا بد منها، والله أمرنا باتخاذ أسبابها فقال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ جاء لفظ القوة منكرًا ليشمل كل قوة كانت أو تكون، نُعِدُّ كل ما قدرنا عليه، وما استطعنا الوصول إليه،

لكن النصر ليس موقوفًا عليه، ولا مرتبطًا حتمًا به، بيَّن لنا ربنا أنها لمجرد الإرهاب ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، أما النصر ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾، إنها بشارة وتطمين ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾،

إنه ربما نصر الله الفئة الأقل عددًا، والأضعف سلاحًا ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ﴾.

يقول الله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ فالنصر مقرون بطاعة الله، فلما بعدنا عنها، ابتعد النصر عنا.

إن عندنا ما ليس عندهم، عندنا الحق الذي نؤمن به، ونقاتل دونه، وما عندهم إلا الباطل، وأيُّ حق لهؤلاء في فلسطين وما هم ولا آباؤهم منها، ولا صلة لهم بها، ولا دينهم من دينها، وما لسانهم بلسانها، ولا هم أصدقاء أهلها، ولا يبتغون الخير لها.

وعندنا قبل ذلك وعد الله المؤمنين بالنصر وأن العاقبة لهم.

إن الذين دعوتموهم جنود الحجارة ما ضعفوا وما استكانوا، جادوا بأرواحهم (والجود بالروح أقصى غاية الجود) ثبتوا هذه الأيام الطوال فما عليهم ملام، ولكن نحن، نحن المسلمين الذين فرض الله علينا أخوتهم، وأوجب علينا نصرتهم نحن ألا نُلام؟

إنها ليست قضية أهل فلسطين وحدهم، ولا قضية العرب، لماذا تسمونها عربية، وفي العرب من لا يرى فيها رأيكم ولا يدين بدينكم، ومن قد يكون هواه مع عدوكم، ولمَ لا تجعلونها إسلامية؟

إن قضية فلسطين لن تموت لأنها عقيدة في قلب كل مسلم، لا تزداد إلا قوَّة، ذلك بأنها ليست حركة وطنية، ولا قومية، ولا لمجرد استرداد الأرض، وطرد الواغل الدخيل منها،

هذه كلها مقاصد قد تشترك في مثلها أمم الأرض، بل لأنها جهاد، جهاد بالمعنى الذي عرفه الإسلام، بذل الروح لله وحده، وابتغاء الجزاء منه وحده، جهادٌ مَنْ يظفر فيه يَظْفَر بنيل الأماني وبلوغ الغايات، ومن يَمُتْ يَنَلْ ما هو أكبر من مِتَع الدنيا كلها رضا الله والجنة.

إن الناس يموتون في سبيل العقيدة، وما ماتت عقيدة قطّ من أجل حياة إنسان.

إن اللص الذي ينام ويده على سلاحه لا يستطيع من الخوف أن يستسلم للمنام، فكيف يشعر اليهود بالأمن والاستقرار في فلسطين والمسلمون الموحدون على أرض العزة لهم بالمرصاد، وكلما ولد مولود منّا لقنوه مع لبن الأم الاستعداد لحربهم وتطهير الأرض من رجسهم؟

إن العاقبة للإسلام، ما في ذلك شك لأن وعد الله هو الحق، والله لا يخلف وعده في سِلمه، فإن عدنا إِلى ديننا، وجعلناه دستور حياتنا، في سلمنا وفي حربنا، جعل الله هذا النصر على أيدينا، فربحنا عز الدنيا والآخرة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة