كيف أعود صغيري على قراءة القصص؟

|

يوفر منهج ميراث للمستوى التمهيدي مجموعة قصصية من 32 قصصية، متكاملة لتأسيس عقدي وأخلاقي للطفل من سن 3 إلى 5 سنوات.

كما توفر مكتبة جيل الخلافة مجموعة من القصص في مواضيع شتى لأعمار مختلفة، تحمل المعاني التربوية والإيمانية والأخلاقية التي ترسخ المفاهيم السوية في ذهن الطفل.

يتكرر علينا سؤال كيف أعلم ابني وابنتي قراءة القصص؟

وهنا مجموعة نصائح لتسهيل المهمة نصيغها بصيغة موجهة للأمهات ولا يعني ذلك أن الأب غير معني بالقصص بل يجب أن يكون له مشاركة تحفز الطفل وتشعره بأهمية التعلم، لكن الصغار في مثل هذه السن يكونون في صحبة الأم أغلب أوقات اليوم:

  • يجب تحديد موعد لقراءة القصة، مثلا آخر النهار، أو قبيل نومه، أو الوقت الذي يناسبك، انتقي قصة من القصص وابدئي بقراءتها قراءة تنبض حيوية لجذب انتباه الطفل، وإن رأيته شرد توقفي، واسأليه سؤالا يجذب اهتمامه من جديد، “هل رأيت هذه الصورة؟”، “ما هذا اللون؟”، ماذا قال “شخصية في القصة” وكل سؤال ترينه مناسبا، عادة الطفل في هذه السن لا يقرأ لكنه يهتم للقصة، فتقرئين عليه تفاصيل القصة وتطلبين منه أن يكرر قراءة السطر معك أو يعيد  جملة مثلك، بعد أن يقتدي بك. كل يوم قصة هذا إنجاز كبير. وانتبهي لا بد أن ينظر الطفل للكتاب ويمسكه بيده معك ولو كان في هاتف ولو بقي في حضنك.
  • يمكن أن يكون الاجتماع عائليا بحيث يقرأ الأب أو الأم القصة ويظهر الجميع الانتباه كي ينتبه لها الصغير ثم يطرح عليه أسئلة، مثلا لو أخذنا قصة الآداب، فلنسأله: ماذا نقول حين نعطس؟ ماذا قال فلان عن التحية؟ كيف يرد المسلم السلام؟ كيف عاقب الله تعالى قو م عاد؟ وهكذا الأهم ترسيخ المفاهيم مبكرا.
  • لمن توفرت له القصص مطبوعة، يرجى توفير رف صغير توضع فيه القصص بشكل بارز ويطلب من الصغير أن يأتي بالقصة الفلانية، مثلا قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فيعرفها باللون والشكل، وذاكرته البصرية ستساعده حين نعوده على القصص بعناوينها. وجود المكتبة مهم ليصنع ارتباطا بين المكتبة والكتب وأهمية العناية بها وترتيبها، ثم تطور حسه البحثي، فطرح سؤال أين الكتاب الفلاني؟ أو القصة الفلانية؟ ثم يجده بنفسه بين الكتب والقصص. فهذا أول درس لتعلم قواعد البحث لهمتنا الصغيرة الصاعدة. ومن المهم التنبيه إلى أن توفير المكتبة لا يعني الفخامة والتكلفة الباهظة، فرف واحد يكفي، وليتعود الطفل على ترتيب قصصه وكتيباته مع أمه ويستشعر أن هذه مكتبته الخاصة، يعرف ما تحمله من كتب مخصصة لبطلنا الصغير وأميرتنا الصغيرة. وإن خشيت الأم أن يفسدها الطفل لكونه كثير الاكتشاف والحركة، يمكنها أن تضعها في مكان يصعب عليه الوصول إليه لكنها تحمله حين يختاران معا القصص.
  • الاستماع للقصص قد يكون وسيلة أخرى للطفل، حيث يجذبه صوت الأطفال والأشكال المصورة، على أن لا نطيل ارتباط الطفل بالمشاهدة للشاشات، كي لا نحرمه جمال طفولته في أرض الواقع. ولا بأس من سماع التسجيلات الصوتية خاصة بأصوات طفولية ستجذب اهتمام الصغير. ولا نستهن بقدراته في التعلم فلديه قدرات كبيرة جدا للاستيعاب إن أحسنا التعامل معها.
  • تعويد صغيرك حب القراءة هو أول عملية لتأمين بوابة ضرورية للتعلم للإنسان، بحيث يمكنه أن يقبل في المراحل التالية على القراءة شغفا ومحبة، ونحن هنا نختصر الكثير من الجهود لإيصال المعلومات له. وبالتجربة فإن الطفل الذي تعلم حفظ القرآن سردا، ثم تعلم حفظه من خلال القراءة بنفسه، سيكون أكثر محبة للقراءة وأكثر اعتيادا على صحبة الكتب والاهتمام بها، ولذلك يجب ألا نهمل تعليم القرآن حفظا في هذه السن، ثم بعد تعليمه القراءة، يتعلم الطفل حفظه من خلال القراءة بنفسه. ولنستحضر في هذا المقام (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) فهذه عبادة جليلة وهذه بوابة فتوحات.
  • لا تمل الأم من التكرار والمحاولة لتربية صغارها على حب القراءة والاهتمام بالقصص النافع والمعلومة التي تبني وعيهم السليم، ولتصنع جوا محببا لتحقيق ذلك ولتقدم المحفزات وتشكر صغيرها أمام الأسرة. كما يمكنهاأن تتفق معه على أن يهديان قصة لابن الجيران أو للصديقة الفلانية، وهكذا، يتعلم قيمة الكتاب مبكرا ويهتم للقراءة والجود بالهدية النافعة.
  • نحن نتحدث عن أطفال يسمعون القصص لا يعرفون القراءة ولكن الجهد الذي تبذله الأم هنا، ستجده رائعا حين ترى ابنها وابنتها يتصفحان القصص والكتب ويقرآن بأنفسهما دون حاجة للمساعدة بعد إتقانهما للقراءة، وبإذن الله ستبصر ثمرة تعليمهم ما ينفعهم في دينهم وآخرتهم كلما كبروا قليلا.
  • في قديم الزمان كان القصص الشعبي منتشرا بين القبائل المسلمة وكان له مفعوله العظيم في صناعة البطولة وترسيخ الأخلاق النبيلة، وفي مقدمتها الصدق والأمانة والكرم والشجاعة، ولم تكن الدراسة تتضمن أكثر من التعليم الإسلامي والقصص الأخلاقي والبطولي، وكان ذلك كافيا لإقامة دول إسلامية عريقة مهيبة، واليوم كلفنا إهمال البناء الصحيح والعناية بالأولويات الكثير، فصناعة قوة القلب أول سبب لتحقيق النجاحات، ومن أهملها فكل ما يبنيه لاحقا، مهدد بالهدم، فلنقدم لأنفسنا بإعداد قلوب صغارنا أوفى إعداد وتربية.

والدعاء وسيلة المؤمنين الحاملين أمانة تربية جيل أشد حبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أقر الله أعينكم بذرياتكم. وجعلهم ذخرا للإسلام.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة