العزة سبب رفعة المسلم وقوته

|

العزة هي من أبرز صفات المسلم التي تجعله يفتخر بدينه، ويشعر بالقوة والكرامة التي لا تؤثر فيها الظروف أو الأهواء. يعتز المسلم بدينه؛ لأنه يعبّر عن هويته الثابتة التي تمتد عبر الأجيال وتتشبث بالقيم السماوية التي فرضها الله تعالى.  

قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].

 في هذه الآية الكريمة، يوضح الله عز وجل أن العزة الحقيقية هي لله ورسوله وللمؤمنين. وهذه العزة لا تقتصر على القوة الجسدية أو المادية؛ بل هي عزة معنوية ترتبط بالإيمان والتقوى. المؤمن هو الذي يعتز بإيمانه ويشعر بالكرامة بسبب التزامه بتوجيهات الله ورسوله.

 من هذه الآية نعلم أن عزة المسلم ليست متعلقة بالمظاهر أو القوة العسكرية فقط؛ بل هي عزة معنوية مستمدة من علاقة المسلم بالله ورسوله.

قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا دَعَوْا لِمُؤْمِنِينَ إِلَىٰ جَنَّةٍ وَجِهَنَّمَ} [المجادلة: 22].

الإيمان بالله ورسوله هو أساس عزة المسلم. هؤلاء المؤمنون لا يفرطون في دينهم؛بل هم ثابتون على الحق الذي يؤمنون به َلا يتزعزعون عنه.

وهذا الدليل يعزز من قيمة العزة في الإسلام من خلال التأكيد على أن المؤمنين هم الذين يحملون عزة لا تهتز، بل تزداد مع ثباتهم على الإيمان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عِزَّتِي وَجَاهِي فِي اللَّهِ وَفِي عِبَادِي” [رواه البخاري].

الرسول صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن العزة الحقيقية تكمن في تقوى الله وفي احترام عباد الله؛ فهي عزة تستمد من الأمانة والإخلاص لله ورسوله. وهذا الحديث يظهر أن عزة المسلم لا تكمن في الثروات أو السلطة او الجاه؛ بل في العبادة والصدق مع الله والاخلاص له .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَا يَفْتَخِرُ عَلَىٰ النَّاسِ فِي عِزَّتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَجْعَلُهُ فِي عِزَّتِهِ فِي مَقَامٍ عَالِيٍ” [رواه مسلم].

في هذا الحديث، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم الذي لا يتفاخر بعزته بل يتواضع لله؛ سيكون له في المقابل عزٌ ورفعة من الله في الدنيا والآخرة، وهذه صفات العلماء والأنبياء، كل ما ارتفعت درجاتهم ونالوا من العلم تواضعوا لله. 

إن العزة الحقيقية هي التي لا تنبع من التفاخر أو التكبر؛ بل من التواضع والتمسك بقيم الإسلام؛ فإنما العزة من الله يرفع الله بها قومًا وينزل بها أخرين.

لماذا يعتز المسلم بدينه؟

يعتز المسلم بدينه لأنه يراه المصدر الحقيقي للكرامة والحرية والرفعة في الدنيا والآخرة. دين الإسلام يفرض على المسلم أن يتحلى بالقيم السامية من الصدق، والإخلاص، والعدل، والإحسان، وهذه القيم هي التي تجلب له العزة الحقيقية في الحياة. كما أن الإسلام يحدد له الهوية الحقيقية التي لا تتأثر بآراء الناس أو الزمان؛ بل هي ثابتة ومستمدة من كتاب الله وسنة رسوله.

والشخص الذي تكون لديه هوية ثابتة ودين يفرض احترامه وكرامته على الناس، الشخص الذي يمتلك هوية ثابتة ودينًا قويًا؛ يشعر بالثقة في نفسه ولا يتأثر بالضغوطات الاجتماعية أو الثقافية. فالدين يشكل حائطًا حصينًا ضد التغييرات السلبية في المجتمع، ويعزز من قدرة الشخص على اتخاذ القرارات الصائبة. 

المسلم الذي ينتمي لدينٍ عظيم كالإسلام، الذي يمتد من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، يحمل عبئًا من الفخر والمهابة؛ لأن هذا الدين هو دين الأنبياء الذين جلبوا لهداية البشر على مر العصور.

“كلما دعتك نفسك إلى معصية تذكر أن أمتك جريحة تنتظر من يحمل همها، ويتلمس طريق عزتها، ومعصيتك وغفلتك تجعلك عبئًا جيدًا على أمتك… اتق الله فإن الحمل كاد يكسر ظهرها”.

إياد القنيبي

عزة المسلم ليست مجرد شعور بالاستعلاء؛ بل هي حالة من الفخر التي تستمد قوتها من الإيمان والثبات على الحق. المسلم الذي يعتز بدينه يفرض احترامه على الناس؛ لأنه يسير وفقًا لشرع الله، الذي يعلي من قيم الإنسانية ويساهم في بناء مجتمع صالح. عزة المسلم ليست في المال أو الجاه؛ بل في التمسك بدينه والإيمان برسالة الله تعالى التي أكملها برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْعُوا لِلْسَّلْمِ وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَا يَحْلِفُكُمْ أَعْمَالَكُمْ إِنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ وَمِنْ فَضْلِهِ} [محمد: 35].

هذه الآية جاءت في سياق توجيه من الله تعالى للمؤمنين في حال كانوا في مواجهة مع أعدائهم أو في حالة حرب. في الآية، يأمر الله المؤمنين بعدم دعوة الأعداء للصلح أو الاستسلام إذا كانوا في وضع القوة والعلو على الأعداء. إن الله تعالى يريد من المؤمنين أن يكونوا ثابتين في موقفهم وأن يستخدموا قوتهم في تحقيق النصر، فلا ينبغي لهم أن يطلبوا السلام أو يتنازلوا عن حقوقهم طالما أنهم في حالة قوة.

الآية تدعو المؤمنين إلى الفخر بدينهم وثقتهم بأنهم على الحق، ولا يجب عليهم أن يُظهروا ضعفًا أو استسلامًا أمام الأعداء، خاصة في أوقات القوة. فهي توجيه لحماية كرامة المسلم وعزته، وتحث المسلم على أن يتخذ موقفًا من القوة والنصرة إذا كان في موضع القدرة. كما أن هذه الآية تبين أن الله مع المؤمنين، وأن النصر الذي يتحقق لهم لا يتم إلا بإرادته وتوفيقه، وهو من فضله وكرمه.

  • الدروس المستفادة من الآية:
  1. التمسك بالحق: المؤمن يجب أن يتمسك بحقوقه ويشعر بالعزة والكرامة، وألا يتنازل عنها عندما يكون في موضع قوة.
  2. الاعتماد على الله: القوة الحقيقية ليست في الأعداد أو العتاد، بل في تأييد الله للمؤمنين ودعمه لهم.
  3. الوقت المناسب للسلام: السلام يجب أن يكون في حال ضعف الأعداء أو في حالة دفع الضرر، وليس في أوقات القوة.

“الممتلئ لا يمكن رجهُ ولا يمكن خلطة، الإنسان المعتز بهويته أمر مختلف تمامًا، ما أجمل تلك الآية التي تقول {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، يا أخي اعتز بهويتك، الناس أصبحت تتفشل الفتاة من حجابها والشاب من لحيته عندما ذكر -الله عز وجل – مجموعة من الأنبياءَ قال: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} وكأن الله سبحانه وتعالى يقول، أنت لست وليد حضارة من يوم إو يومين ان هذه أمتك هذا امتدادك هذهِ أطنابك، التي غرست في هذه الأرض في هذا الدين في هذه الفكر والمعتقد”.

ياسر الحزيمي

تدرون ليه آمالنا كنها سراب
تدرون ليه النصر سيف الأوليين
الأوليين أعمالهم وفق الكتاب
 قاموا عليه وباعوا الدنيا بدين
وحنا غفلنا بين مالذ وطاب
والنصر سيف ما يسله غافلين
نصبح على شوف انتهاكات وخراب
ونمسي على دمع وتنهات وونين
بصدورنا شي تذوب اله الهضاب

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة