أسباب مقاطعة المنتجات الداعمة للصهاينة

|

تنصب أهمية مقاطعة المنتجات الداعمة للصهاينة في الضروريات الخمس التي فرضها الإسلام وقومها، وهي التي تنبث منها جميع الأحكام الشرعية. وهي: الدين، العقل، النفس، المال والعرض.

وفيما يلي أبيّن أهمية مقاطعة المنتجات الداعمة للصهاينة فيما وفقني الله لذكره:

الناحية الدينية:

  1. الأمر بالتحقق من الدعم المادي للعدو: في الإسلام، يجب على المسلم تجنب دعم العدو الذي يقاتل المسلمين ويدعم الظلم. يعتبر الإسلام أن المقاطعة واجب ديني للحفاظ على وحدة الأمة والوقوف ضد الظلم والعدوان.
  2. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1].
  3. قال عليه الصلاة والسلام: “من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” [رواه الطبراني]. هذا الحديث يؤكد على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم الأمة الإسلامية، ومنها الدفاع عن القضية الفلسطينية.
  4. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يُعرض على كل مسلم يوم القيامة الإسلام، فيُسأل هل نصرتَ هذا الدين أو لا؟” أتريد الله أن يحاسبك وأنت لم تقدم شيئًا لهذا الدين؛ بل وليت ظهرك وانجرفت خلف مصالحك وأهوائك، لا تريد أحدًا يعكر صفو مزاجك!
  5. قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]. هذه الآية تبرز مفهوم التضامن والوحدة بين المسلمين.
  6. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” [رواه مسلم]. هذه الصورة الجميلة عن الأخوة تجعلنا نرى أن التضامن مع الفلسطينيين جزء من هذا التراحم بين المسلمين.
  7. المقاطعة جزء من الجهاد: المقاطعة يمكن أن تُعتبر نوعًا من الجهاد الاقتصادي، الذي يساهم في الضغط على العدو الصهيوني ويحد من قوته الاقتصادية. كل مسلم يستطيع أن يشارك في هذا الجهاد بأسلوبه الخاص، عبر المقاطعة.

الناحية السياسية:

  1. مواجهة العدو سياسيًا: المقاطعة تعد وسيلة ضغط سياسي مهمة على العدو. في الحروب الحديثة، لا تقتصر المواجهة على الجبهات العسكرية فقط؛ بل تشمل الجبهة الاقتصادية والسياسية.
  2. قوة المقاطعة: عندما تقاطع الدول والشعوب المنتجات التي تدعم العدو الصهيوني، فإنها تقلل من قوته الاقتصادية، مما يضعف الدعم الذي يحصل عليه. وهذا يشكل ضغطًا سياسيًا يؤدي إلى تعجيل انتصار الحق.
  3. استراتيجية فعالة: التاريخ يثبت أن المقاطعة كانت وسيلة فعالة ضد الأنظمة التي تتبع السياسات الاستعمارية، مثلما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

الناحية الإنسانية:

  1. قتل الفلسطينيين: المنتجات التي يتم شراؤها من الشركات الداعمة للصهاينة تُستخدم أحيانًا لتمويل العدوان على الفلسطينيين، مثل المعدات العسكرية والأسلحة. المقاطعة تساهم في تقليل قدرة العدو على قتل الأبرياء.
  2. تدمير البنية التحتية: الشركات التي تدعم الصهاينة غالبًا ما تكون متورطة في تمويل مشاريع تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتشريد الأبرياء. المقاطعة تؤدي إلى تقليل هذه الانتهاكات.

الناحية الاقتصادية:

  1. دعم المنتجات المحلية: من خلال مقاطعة المنتجات التي تدعم العدو الصهيوني، يتم تشجيع الصناعات المحلية ودعم اقتصاد البلاد. وهذا يقلل من الاعتماد على الغرب.
  2. تنمية الاقتصاد المحلي: المقاطعة تساعد في دفع المجتمع إلى التفكير في البدائل المحلية؛ مما يساهم في تطوير القدرات المحلية ودعم مشاريع جديدة تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي.

تقليل ضغط الغرب على الأمة:

  1. عدم الاعتماد على الغرب: المقاطعة تمنع الأمة من أن تكون رهينة للغرب أو صنيعة لأجنداته. عندما لا نتعامل مع الشركات الغربية التي تدعم الاحتلال، فإننا نضعف الضغط الغربي علينا.
  2. تقوية المواقف الإسلامية: من خلال المقاطعة، تعزز الأمة الإسلامية من موقفها الثابت ضد سياسات الغرب العدوانية.

أهمية المقاطعة كأداة فعالة لردع العدو وإخضاعه:

المقاطعة سلاح اقتصادي قوي.

المقاطعة الاقتصادية للمنتجات والشركات التي تدعم العدو تعد من أبرز الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها الأمة الإسلامية. عندما تقاطع الشعوب الإسلامية المنتجات التي تمول العدوان وتساعد على استمرار الاحتلال؛ فإنها تضرب العدو في مصدر قوته الاقتصادية. فالصهاينة يعتمدون في جزء كبير من قوتهم على التجارة مع دول العالم، خاصة الدول الإسلامية. المقاطعة تضعف اقتصادهم وتجعلهم يدركون أن العالم الإسلامي قادر على التأثير في مجريات الأمور الاقتصادية؛ مما يضعف قدرتهم على دعم جيشهم واحتلالهم.

المقاطعة تعزز الوحدة الإسلامية.

من خلال المقاطعة، تُظهر الأمة الإسلامية وحدتها وتضامنها في مواجهة العدو. المقاطعة تخلق وعيًا جماعيًا لدى المسلمين بأنهم لا يقفزون بمفردهم في مواجهة التحديات؛ بل يعملون معًا من أجل نصرة الحق. المقاطعة توحد الشعوب الإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني، وتُظهر للعالم أن الأمة الإسلامية قادرة على اتخاذ خطوات موحدة لمواجهة الأعداء. كما أن هذه الوحدة الاقتصادية تكون بمثابة رسالة سياسية تؤكد على عزيمة الأمة الإسلامية وإصراره.

المقاطعة تُضعف موقف العدو سياسيًا.

المقاطعة الاقتصادية يمكن أن تُستخدم كوسيلة ضغط سياسي على الصهاينة. عندما ترفض دول أو شركات التعامل مع الكيان الصهيوني؛ فإنها تُضعف من موقفه السياسي وتقلل من تأثيره على الساحة الدولية. كما أن المقاطعة تفتح المجال لزيادة دعم الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية؛ مما يعزز موقف الأمة الإسلامية في المحافل السياسية ويعطي القضية الفلسطينية بُعدًا أوسع حول العالم.

المقاطعة تعبر عن رفض العدوان والظلم.

المقاطعة هي وسيلة مباشرة للتعبير عن الرفض للعدوان على الأراضي الفلسطينية. المسلمون من خلال مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال يظهرون موقفًا حاسمًا ضد الظلم والاحتلال. هذه المقاطعة تعكس رسالة دينية قوية مفادها أن المسلم يجب أن يكون ملتزمًا بالقيم الأخلاقية والإنسانية التي حث عليها الإسلام، والتي ترفض الظلم وتدعو إلى نصرة المستضعفين وبيان ان هذه الأرض هي ملك لهم ولن يتخلوا عنها وسيقدموا لها كل السبل والتضحيات حتى تتحرر.

المقاطعة تساهم في دعم الاقتصاد المحلي.

من خلال التركيز على دعم المنتجات المحلية وتفضيلها على المنتجات الداعمة للعدو، يمكن أن تسهم المقاطعة في تعزيز الاقتصاد الوطني. فبدلاً من شراء السلع التي تدعم الاحتلال؛ يمكن للمسلمين دعم اقتصادات بلادهم من خلال شراء المنتجات المحلية؛ مما يعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على النمو والتطور ويحد من الاعتماد على الغرب الذي غالبًا ما يرتبط بمصالح مع أعداء الأمة، فلما تحصل حرب بين دولتين عالميتين المسلمين هم من أكثر الناس تأثرن بهذه الحرب؛ فلمَ لا نصنع كامة مسلمة قوتنا واستغلال مواردنا وبناء عزة المسلمين وهيمنتهم؟

ردع العدو وخضوعه.

المقاطعة تجبر العدو على التفكير مليًا في خططهم المستقبلية في ظل غياب الدعم الاقتصادي والسياسي من الدول والشركات الإسلامية. هذا الضغط يؤثر على صناع القرار في الكيان الصهيوني ويجعلهم يعيدون تقييم استراتيجياتهم العسكرية والسياسية. إن العدو لا يستطيع الاستمرار في استراتيجياته العدوانية دون الدعم الاقتصادي الذي يتلقاه من جهات متعددة، والمقاطعة تجعل هذا الدعم يتراجع تدريجيًا؛ مما يؤدي إلى تأثير مباشر في فرض تغييرات على سياسته، والمقاطعة تجعل دائرة الصهاينة ضيقة في العالم ومنبوذة، وهذا من أكثر الأسباب التي تساهم في ضعف هيمنة القوة الصهيونية. 

المقاطعة تفضح دعم الغرب للاحتلال.

عندما تنجح المقاطعة في تقليص حجم التجارة مع الكيان الصهيوني؛ فإن ذلك يعري دور الغرب في دعم الاحتلال. الغرب، خاصة أمريكا وأوروبا، غالبًا ما يكون داعمًا للعدو الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا. المقاطعة تفضح هذه العلاقات وتزيد من الوعي العالمي بمدى تورط بعض الحكومات الغربية في دعم الظلم والاحتلال. وهذا الوعي يمكن أن يؤدي إلى ضغوط دولية متزايدة على الحكومات الغربية لتغيير مواقفها.

الرد على الأعذار الضعيفة لمن لا يقاطعون:

“أنا لست وحدي الذي لا يقاطع”

الرد: المقاطعة ليست قضية فردية؛ بل هي مسؤولية جماعية. النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” [رواه الطبراني].

وقال: “المسلم أخو المسلم…”،هذه الاحاديث تعكس أهمية أن يكون المسلم ملتزمًا بالواجبات الجماعية، وعدم التقاعس عن المشاركة في القضايا الكبرى.

“الفلسطيني سبني”

الرد: ليس كل فلسطيني يمثل الشعب الفلسطيني ككل. مواقف الأفراد لا تعكس مواقف الأمة بأكملها. قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10] يعزز الوحدة بين المسلمين، ومساندة القضية الفلسطينية هي قضية إيمانية وعقائدية لا ترتبط بالأفراد فقط، وحتى لو عاداك كل فلسطيني فلا يهم؛ لأن المسألة هنا عقيدة.

“المقاطعة لا تؤثر”

الرد: المقاطعة لها تأثير كبير على الشركات التي تدعم الاحتلال. قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39]؛ أي أن الأموال التي تُنفَق في دعم الأعداء ليست فقط ضارة على المستوى السياسي؛ بل هي تؤثر على استقرارهم الاقتصادي. التاريخ يعلمنا أن المقاطعة كانت سلاحًا فعالًا ضد الأنظمة الظالمة، ومن يريد البحث سيرى من عهد الجاهلية حتى الصحابه أخذوا خطوة المقاطعة لقوة تأثيرها، ولا ننسى فتاوى العلماء ومنهم ابن عثيمين -رحمه الله- حول وجوب مقاطعة العدو. 

“يجب استئذان ولي الأمر”

الرد: المقاطعة لا تتطلب استئذانًا من ولي الأمر في هذه الحالة؛ لأن مقاطعة العدو واجب شرعي لا يتوقف على إذن الحاكم؛ بل على الفرد، وهو من حقوق الأمة الإسلامية. رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه” [رواه مسلم]، وهذا يدل على أن التغيير في الأمور العامة مثل مقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال أمر يحق للمسلم القيام به بدون إذن من ولي الأمر، وهذه المسألة انتهازية وغير عقلانية البته؛ لكنها ستجد لها طريقًا في عقول ضعيفي الإيمان ومتقلبي الهوى.

ختامًا:

  • المقاطعة هي سلاح فعال ضد الاحتلال والعدوان. يجب أن يفهم المسلمون أن دعم قضية فلسطين يبدأ من اتخاذ خطوات ملموسة، مثل المقاطعة. هذا لا يتعلق فقط بتأثيره المادي؛ بل هو موقف عقائدي يعكس قوتنا كأمة مسلمة موحدة.
  • المقاطعة ليست مجرد اختيار اقتصادي أو تجاري؛ بل هي سلاح قوي ومؤثر في مواجهة الأعداء الذين يهددون أمن الأمة الإسلامية ويسعون لتمزيقها. 
  • تاريخيًا، أثبتت المقاطعة أنها وسيلة فعالة للضغط على الأعداء في مختلف المجالات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية. وفي ظل الحرب الاقتصادية الحديثة التي يستخدمها الأعداء لفرض سيطرتهم، تبرز المقاطعة كأداة استراتيجية يمكن أن تكبد العدو خسائر كبيرة وتؤثر بشكل مباشر على قدراته وموارده.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة