كان لتصوير الحيوانات في الأنمي والكرتون عمومًا النصيب الأوفىٰ، وتشبعت أدوار الحيوانات أو طريقة التعاطي معها، بأخلاق راسميها وكاتبي قصتها، فتخلل وجود الحيوانات في الأنميات تصورات فيها شطط، واضطرابات عديدة، تؤثر علىٰ المتلقي وخاصّة الأطفال منهم.
ومما رصدناه، والله أعلم بما خلّفناه:
١- تمجيد عالم الحيوان والأنس به، واحتقار البشر:
ففي أفلام مثل “ماوكلي” و”طرزان”، يُصور عالم الحيوان كأنه ملاذٌ مثالي، نقيٌّ من عيوب البشر، مما يغرس شعورًا بحب العزلة وكره الخلطة مع البشر، وتفضيل العيش مع الحيوانات.
٢- التشويه الفطري عبر التحول بين الإنسان والحيوان:
تُقدم بعض الأعمال صورًا عبثية تُظهر الإنسان وهو يتحول إلىٰ حيوان، وكأنها محاولة لطمس الفوارق الفطرية التي خلقها الله، مثل : “Wolf Children” ، هنا فتاة بشرية تقع في حب رجل يتحول لذئب وتنجب اطفال مشوهين نصف بشر ونصف ذئاب.
ولا يخفىٰ الانتكاس الفطري الحاصل عند جماعات من الغرب، وتقمص المتخلفين منهم لطباع الكلاب، وكفران نعمة الله عليهم بكونهم من بني آدم.
٣- السيطرة علىٰ الحيوانات واكتساب قواها:
تصور بعض الأعمال قدرة البشر علىٰ التحكم الكامل بالحيوانات أو فهم لغتها؛ تطاولًا على المعجزة الخاصة بنبي الله سليمان عليه السلام؛ حيث دعا ربه:
﴿وهب لي ملكًا لا ينبغي لأَحد من بعدي﴾
كل هذا خيالات وتطلع، بعيد عن قدرة البشر، وهدي القرآن، ولا يكاد يخلو برنامج عن الأبطال الخارقيين إلا وفيه شخصية تتحكم بالحيوانات.
٤- فكرة “الحيوان الحامي”:
تظهر بعض الرسوم الحيوانات ككائنات قادرة علىٰ حماية البشر أو يرتبط بهم عاطفيًا بشكل غير متوازن، ناهيك عن إعطاء الحيوانات قدرات سحرية، وقوىٰ خارقة للحماية.
٥- إقامة علاقات عاطفية مع الحيوانات، في استغناء تام عن الأنس بالإنسان:
فيكثرون من محبة الحيوانات وصحبتها، وجعلها أفضل وأصدق من الناس، فلا يكاد يخلو برنامج يعيش فيه البطل مع حيوانه الأليف، دون عائلته!
٦- الترويج للأساطير الإغريقية الباطلة:
في هنتر X هنتر، تظهر الكيميرا، تلك المخلوقات الهجينة بين البشر والحيوانات، تصبح أعلىٰ مرتبة من البشر من حيث قدراتها الجسدية مع غريزة إنسوحيوانية.
٧- عالم الحيوانات الشبيهة بالبشر:
تصوير الحيوانات تعيش كالبشر، وتمشي، وتفكر، وتدخل في علاقات عاطفية، فقلّبوا الأمور: شبهوا البشر بالحيوان، والحيوان بالبشر!
٨- اكتساب قوىٰ الحيوان بطريقة خيالية:
أمثلة مثل “سبايدرمان”، الذي يتحول بسبب لدغة عنكبوت، والعض مثل المستذئبين، وكذلك عن طريق مواد كيميائية أو سحرية، مثل: “هاول” في قلعة هاول المتحركة، والفواكه في “ون بيس”.
٩- خطر الترويج للشذوذ الفكري والسلوكي:
وبعض البرامج، مثل “فين وجيك”، تُظهر علاقات عاطفية أو أخوية بين الإنسان والحيوان؛ في صورة خيالية مضطربة، وهذا من أكثر البرامج خللًا وفسادًا.
وتصوير حيوانات مختلفة الأنواع تتزاوج، كالمثال الشائع في غامبول؛ حيث الأب أرنب، والأم قطة، والجد فأر، والأخ بالتبني سمكة.
وفي أفلام ديزني، تُظهر علاقة عاطفية بين ثعلب وأرنبة، وهي خطوة لتطبيع علاقات أشد انحرافًا مثل علاقات البشر بالحيوانات.
وكل هذا ينافي هدي ديننا، في تكريم الإنسان وإعلاء شأنه علىٰ باقي الخلق، وتسخير الحيوانات له.
وقد عقد شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى، فصل:
“التشبه بالبهائم في الأمور المذمومة في الشرع؛ مذموم منهي عنه”
فأورد النهي في ستة أوجه نذكر منها:
- الأول: نهي الشارع عن التشبه بالآدميين الذين جنسهم ناقص كالتشبه؛ بالأعراب وبالأعاجم وبأهل الكتاب ونحو ذلك؛ في أمور من خصائصهم، وبيّن أن المشابهة بهم؛ تورث مشابهة الأخلاق، وذكر أن من أكثَر عشرة بعض الدواب اكتسب من أخلاقها: كالكلابين والجمالين.
- والثاني: أن كون الإنسان مثل البهائم مذموم لقوله تعالىٰ: ﴿ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون﴾
- الثالث: أن الله -سبحانه- إنما شبه الإنسان بالكلب والحمار ونحوهما في معرض الذم له كقوله: ﴿فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا..﴾.
وقوله تعالىٰ: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا﴾.
وإذا كان التشبه بها إنما كان على وجه الذم من غير أن يقصد المذموم التشبه بها: فالقاصد أن يتشبه بها أولىٰ أن يكون مذمومًا. - وذكر: مواقع النهي في الأمور المختصة ، فإذا كانت الأمور التي هي من خصائص النساء ليس للرجال التشبه بهن فيها والأمور التي من خصائص الرجال ليس للنساء التشبه بهم فيها: فالأمور التي هي من خصائص البهائم لا يجوز للآدمي التشبه بالبهائم فيها بطريق الأولى والأحرى، وغير ذلك إ.هـ