شخصية فرعون تُعاد وتُبعث في كل زمان، تلك النفس الكافرة التي عتت وأفسدت في الارض فهانت على خالقها وموجدها فحق عليها عذابه سبحانه.
ومن فراعنة العصر ذاك الذي خرج علينا يتشدق بملئ فيه، يتوعد باحراق وإبادة وإفساد في الأرض، ليقض مضاجع عباد موحدين ويسومهم سوء العذاب.
فأخذه الله بنار أحرقت الأخضر واليابس وجزاه بما توعد وشفى صدور قوم مؤمنين برؤية ألسنة النيران تلفح أمام أعين العالمين.
قدرة الله التي فاقت كل شيء، سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء.
ذل الجبابرة الطغاة العاجزين كل العجز أن يوقفوا عذاب الإله للجاحدين له والمكذبين به، تعالى الله القوي العزيز عن خبث نفوسهم.
تلك النار جند من جنود الله شاء أن يرغمهم ويفضح ضعفهم بها. اقتحمت شر الأماكن التي خرج منها الفساد والشذوذ والإلحاد، التي لطالما أفسدت شباب المسلمين والقتهم في غياهب الظلمات وتركتهم منتكسي الفطرة لا دنيا ولا دين.
واليوم تُحرق بيوتهم وأملاكهم وقلوبهم معها فما أغنت عنهم جيوشهم ولا طائراتهم، ولم يسعفهم تطورهم المزعوم، ولم تحمهم مخططاتهم وعقولهم العاجزة عن إدراك حقيقة أمرهم وما بهم من ضلال.
لقد احترقوا كما حرقوا أحبابنا في غزة، لقد أخذ الله حق المظلومين الموحدين، لقد صب الله عليهم عذابه ونكل بهم؛ فهنيئا يا موحدين قد شفى ربكم صدوركم، وأراكم هشاشة ملكهم فلا يستطيعون سبيلا.
فلمن الملك اليوم؟ لمن الأرض اليوم؟ ومن الأقوى والأعز؟